كان مروره وهو ذاهب من هونين إلى تبنين على مقربة منها في مكان عال (١).
ويلوح لي أن بناتها من صليبيي الافرنسيين وأن دوبيه محرفة قليلا من دوبو أو دبوي من أسماء الأعلام الشخصية في اللغة الأفرنسية.
وفي هذه القلعة طبقتان : علوية ، ولا يزال بعض جدرانها قائما ، وسفلية لا تزال عامرة ، وفي داخلها وخارجها آبار وصهريج محفور بالصخر ، هو اليوم مستودع لمياه المطر.
ويحيط بها خندق على مثال خنادق القلاع بهذه البلاد وغيرها ، ويظهر أنها كانت عام ١٦٣٤ / ١٠٤٤ ه (٢) عامرة حصينة بدليل التجاء الأمير يونس أخي الأمير فخر الدين المعني إليها في فراره بولديه الأميرين ملحم وحمدان من عساكر الكجك أحمد باشا الذي زحف بها لمحاربة أخيه الأمير فخر الدين (٣).
وقد أصابها ما أصاب غيرها من القلاع العاملية من التدمير والتعمير ، ففي سنة ١١٦٤ ه / ١٧٥٠ م رممت مع ما رمم وجدد من القلاع والحصون في هذه الديار (٤) التي استقر الحكم الإقطاعي فيها لرجال العشائر الصغيريين
__________________
(١) علق الأمين على قول الشيخ سليمان بقوله : «ويجوز أن لا يكون ابن جبير نظر إليها لأن الوادي الذي مر فيه بعيد عنها وهو الظاهر» خطط جبل عامل ص ٢٨٢.
(٢) ذكر شبيب باشا الأسعد أن السلطان العثماني سليم الثاني أبقى اقطاع جبل عامل بيد آل الصغير الذين «أحدثوا بالبلاد الإنشاءات الجسيمة كالقلاع التي منها عدا قلعة تبنين [...] إقامة حصن هونين بعد أن كان تدمّر أساسه القديم بالكلية وأنشأوا قلعة دوبيه وقلعة مارون وقلعة شمع» العقد المنضد ص ١٩. ويبدو أن تعمير هذه القلاع كان قبل سنة ١٠٤٤ ه / ١٦٣٤ م.
(٣) الشدياق : أخبار الأعيان في جبل لبنان ١ : ٢٩١.
(٤) الركيني : جبل عامل في قرنين. العرفان م ٢٧ ج ٧ ص ٥٢٥ وجعل ذلك سنة ١١٦٤.
وجبل عامل في قرن ، العرفان م ٥ ج ١ ص ٢٢. وانظر جبل عامل في التاريخ ص ٢٠١ ـ ٢٠٢ وتاريخ جبل عامل ص ١١٨.