فكيف يخفى عليه جمال زينب كل هذه المدة الطويلة ، وهي بمرأى منه ومسمع؟!
ك : العشق في سن الكهولة!!
قال القرطبي : «فأما ما روي أن النبي «صلىاللهعليهوآله» هوي زينب ، امرأة زيد ، وربما أطلق بعض المجان لفظ عشق ، فهذا إنما يصدر عن جاهل بعصمة النبي «صلىاللهعليهوآله» عن مثل هذا ، أو مستخف بحرمته» (١).
وبعد .. فقد كان النبي «صلىاللهعليهوآله» في تلك الفترة يقترب في عمره من الستين ، وهو سن الشيخوخة. وقد كان شبابه قد ولى ، والناس في هذه السن ينصرفون عادة عن التفكير بالنساء ، وينأون بأنفسهم عن الحب وعن قضايا الجنس ، خصوصا بالنسبة للمحصنات من النساء.
فإذا أضفنا إلى ذلك : أنه إذا كان ـ كما يزعمون ـ يرى جميع النساء ، ويطلع على ما هن عليه من الجمال ، فقد كان لدى كثيرين من صحابته بنات ، وكذلك زوجات ، يتجاوز عددهن المئات والألوف ، وكان فيهن الكثيرات ممن لهن حظ وافر من الجمال .. وكان «صلىاللهعليهوآله» يراهن بحسب زعمهم. فلماذا لا يعشق غير زينب ، ولا يفكر بغيرها من الفتيات الأبكار ، اللواتي كأنهن الأقمار ، أو كالشموس في رابعة النهار؟!
__________________
(١) الجامع لأحكام القرآن ج ١٤ ص ١٩١ وراجع هذه التعابير في تفسير القاسمي ج ٥ ص ٥٢٢.