ويكون في غاية الاستقذار والنفرة من هذا أو ذاك ، وهكذا الحال بالنسبة لرغبته وميله ، وحبه للمحصنات من أزواج الناس ، فإنه يكون من العمق والشدة بحيث يرى ذلك نارا مستعرة ، لا قبل له بها ، ولا يرى مبررا للاقتراب منها.
فكيف ننسب إليه أنه يجهد ويجاهد نفسه لصرفها عن حب تلك المحصنة قمعا لشهوته ، وردا لنفسه عن هواها؟! كما يزعمه هؤلاء ، حسبما قرأناه وسمعناه فيما تقدم .. وكما سمعناه وقرأناه أيضا بحق النبي يوسف «عليهالسلام» ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
٨ ـ ويتضح مما تقدم : أنه لا معنى لادّعاء : أن ذلك من خصائصه «صلىاللهعليهوآله» ، فإنه إذا كان يستحيل صدور هذا الأمر منه «صلىاللهعليهوآله» لأجل مثل هذه الموانع الأساسية ، ومنها عصمته ، ولزوم موافقة سياسة الهداية الإلهية لسنن الحياة ، والفطرة ، وللاعتبارات الصحيحة ، فلا يمكن أن يقال : إنه جائز له ، وهو من خصائصه!!
لم يزوجه الله إياها لأنه أحبها :
وبعد .. فقد أشرنا أكثر من مرة إلى أن الله سبحانه قد صرح بسبب تزويج زينب من رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فقال : (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ).
وذلك معناه : أن الهدف هو إبطال سنة جاهلية ، حيث كان العرب يجعلون الأبناء بالتبني بمنزلة الأبناء الصلبيين في الأحكام ، فمن أين جاء هؤلاء بهذه الادعاءات الباطلة ، ذات التفاصيل المقيتة والبغيضة ، التي