تتضمن الطعن في كرامة رسول الله «صلىاللهعليهوآله»؟!
الأمر مفروض على رسول الله صلىاللهعليهوآله :
فإذا كان الله تعالى هو الذي زوجه زينب : (زَوَّجْناكَها) ، فهذا يعني : أنه أمر لا خيار له فيه.
ثم صرحت الآيات : بأن ذلك أمر إلهي جازم حيث قال تعالى :
(.. وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً) ، ثم قال : (ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللهُ لَهُ ..).
ثم ذكر تعالى : أن سبب ذلك هو أن لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم ، ثم هون الله عليه هذا الأمر ، مع إعادة التأكيد على ضرورة إنجازه ، حين قال تعالى : (.. سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً).
فقد دلت هذه الآيات : على أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لم يزد على أن امتثل أمر الله سبحانه ، ودلت أيضا على أن ما كان يخشاه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، هو أن يتخذ الناس من غير المؤمنين المسلمين لله تعالى ذلك ذريعة للافتئات والتشنيع عليه «صلىاللهعليهوآله» ، في هذا الأمر ، بحيث يؤثر ذلك على مسار دعوته إلى الله تعالى.
بين خشية الناس ، وخشية الله :
ويزيد وضوح هذا الأمر حين يقرأ قوله تعالى : (.. وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً