«صلىاللهعليهوآله» من جهة أخرى ..
كما أن ذلك من شأنه أن يؤكد على علاقتهم بالرسول الأكرم «صلىاللهعليهوآله» ، ويزيد من ثقتهم بحسن تدبيره ، وبصحة كل قراراته ، لأنه متصل بالغيب ، ومرعي بعين الله تبارك وتعالى.
٣ ـ أما فيما يرتبط بناقته «صلىاللهعليهوآله» .. فإن الرواية قد صرحت : بأن الله تعالى قد تدخل لفضح نوايا زيد بن اللصيت ، ومن هم على شاكلته ، وأبطل كيدهم في الانتقاص من مقام النبوة الأقدس ، والتشكيك بعلمه الغيب قد جاء في هذا السياق ..
ولكن الأهم من ذلك : هو ظهور حرص رسول الله «صلىاللهعليهوآله» على تحصين الناس من الخلل في عقائدهم ، حين صرح بما يدل على أن علمه بالغيب لم يكن من خلال ذاته ، وإنما بالإستناد إلى الله تعالى ، والاتصال به ، فقال «صلىاللهعليهوآله» : ما أزعم أني أعلم الغيب ولا أعلمه ، ولكن الله أخبرني بقول المنافق الخ ..
سباق الخيل :
وفي السنة الخامسة أيضا : أمر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بالسبق بين ما ضمّر من الخيل ، وما لم يضمّر (١).
(وعن ابن عمر : أجرى «صلىاللهعليهوآله» ما ضمّر من الخيل) فأرسلها من الحفيا ـ بفتح الحاء وسكون الفاء ـ إلى ثنية الوداع. وهو خمسة
__________________
(١) تضمّر الخيل : يظاهر عليها بالعلق مدة ثم تغشى بالجلال ولا تعلف إلا قوتا حتى تعرق فيذهب كثرة لحمها وتصلب.