ويدبرون للإغارة عليه ، فتأخذ جيوشه سرحهم ، ويقتلون أو يأسرون رجالهم ، ويسبون نساءهم وذرايهم؟! وما على القارئ الكريم إلا أن يلقي نظرة عابرة على ما يذكره هؤلاء من نتائج الغزوات والسرايا هذه .. فهل هذا ينسجم مع الرفق والسجاحة ، ولا ينسجم معه تسديد ضربة لغادر ظالم ، تسقط كيده ، وتبير سعيه المشؤوم لإلحاق الأذى بأهل الإيمان؟!
لابن الأكوع سهم الراجل ، وسهما الفارس :
وقد ذكروا : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» أعطى سلمة سهم الراجل ، وسهمي الفارس جميعا مع كونه راجلا.
وقد استدل بهذا الأمر من قال : إن للإمام أن يفاضل في الغنيمة ، وهو مذهب أبي حنيفة ، وإحدى الروايتين عن أحمد (١).
ونقول :
أولا : إنه لم يكن في هذه الغزوة غنائم تذكر ، أو يمكن تقسيمها على خمسمائة أو سبعمائة مقاتل ، كانوا قد شاركوا فيها ، سوى ما يذكرونه عن حصول سلمة على بعض الأسلحة ، وبعض الألبسة التي كانوا يتخففون منها ، بالإضافة إلى فرسين زعم سلمة أنه حصل عليهما حين طرد الغزاة عن الماء.
وزعموا : أن ذلك قد حصل له حينما رجعت الصحابة عنهم ، واستمر هو يتبعهم (٢). فهو غنيمة له دونهم.
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٨ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٠٢.
(٢) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٧.