وكل ذلك يشير : إلى عدم صحة كثير مما يقال حول هذه السرية وإن كان يبدو لنا : أن هذه القضية لها أساس صحيح ، ولكنها قد استعيرت من موضعها الأصلي ، ليستفاد منها في هذا الموضع ، لإضفاء مزيد من الغرابة على هذا الحدث ..
ولعل الصحيح هو : ما روي عن النواس بن سمعان : أن ناقة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» سرقت ، فقال : لئن ردها الله علي لأشكرن ربي. وقد وقعت في حي من أحياء العرب فيهم امرأة مسلمة ، فرأت من القوم غفلة ، فقعدت عليها ، فصبحت المدينة الخ .. (١).
طلحة الفياض :
وقد تقدم : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» مرّ في غزوة ذي قرد على ماء يقال له : «بيسان» ، وهو مالح ، فسماه «نعمان» ، وقال : هو طيب ، فتغيّر طعم الماء .. فاشتراه طلحة ، وتصدق به ، فسمي طلحة الفياض.
ونقول :
لقد تعودنا من هؤلاء إطراء أوليائهم ومحبيهم ، خصوصا إذا كانوا من المناوئين والأعداء لعلي «عليهالسلام» وإعطائهم أسمى المقامات ، وأعلى الدرجات ، حتى لو فعلوا الأفاعيل ، وجاؤوا بالأفائك والأضاليل ..
والكل يعلم : أن طلحة قد حارب عليا «عليهالسلام» ، وكان على رأس الجيش الباغي في حرب الجمل .. فكانت له الحظوة والزلفى لدى
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٨ عن الأوسط للطبراني ، ومجمع الزوائد ج ٤ ص ١٨٧ والمعجم الأوسط ج ٢ ص ١٤ والدر المنثور ج ١ ص ١١.