١ ـ سرية القرطاء :
في محرم على رأس تسعة وخمسين شهرا من الهجرة كانت سرية القرطاء. وهم بطن من بكر بن كلاب ، في موضع يقال له : «الضريّة» وهي على سبع مراحل على الطريق بين البصرة ومكة.
حيث يقال : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» بعث إليهم محمد بن مسلمة في ثلاثين راكبا ، وأمره أن يغير عليهم بغتة ، فسار إليهم ، وكان يكمن بالنهار ، ويسير بالليل ، حتى أغار عليهم ، فقتل نفرا منهم ، وهرب سائرهم وأصاب منهم خمسين بعيرا (أو مائة وخمسين بعيرا) ، وثلاثة آلاف شاة.
وقدم المدينة لليلة بقيت من المحرم ، فخمسها ، ثم قسمها بين أصحابه.
وكانت غيبته في تلك السرية تسع عشرة ليلة (١).
وفي نص آخر : أنه حين سار محمد بن مسلمة إليهم صادف في طريقه ركبانا نازلين ، فأرسل إليهم رجلا من أصحابه ، يسأل : من هم؟
ثم رجع إليه فقال : قوم من محارب.
فنزل قريبا منهم ، ثم أمهلهم حتى عطّنوا الإبل (أي برّكوها) حول
__________________
(١) راجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ٢ و ٣ والطبقات الكبرى ج ٢ ص ٧٨ وعيون الأثر ج ٢ ص ٦٣.