أمعاء الكافر .. والمؤمن :
وأما الحديث عن كثرة أكل ثمامة ، وقلته ، قبل الكفر وبعده ، وادّعاء أن سبب قلة أكله بعد أن أسلم هو أن المؤمن يأكل بمعي واحد .. فهو حديث غريب وعجيب.
فأولا : لماذا عجب المسلمون من ثمامة حينما قلّ أكله بعد إسلامه؟ ألم يجر هذا الأمر على كل واحد منهم قبله ، حين خرجوا من الكفر إلى الإيمان؟! أم أن ذلك قد حدث لأول مرة مع خصوص ثمامة دون سواه؟!
وها نحن لا زلنا نشاهد مشركين وكفارا يسلمون ، فهل يقلّ أكلهم بعد إسلامهم ، بحيث يلفت ذلك النظر ، ويثير العجب؟!
ثانيا : قيل : إن هذا الحديث قد ورد في رجل بعينه ، وهو عمرو بن معد يكرب الزبيدي ، الذي كان يأكل في حال كفره فيكثر ، فلما أسلم قل طعمه ..
وقال أبو عبيد في تاريخه : هو أبو بصرة الغفاري واسمه حميل (١).
وقيل : المراد به أبو غزوان (٢).
غير أننا نقول : إن سياق الحديث يأبى هذا الاختصاص ، لأن كثرة الأكل وقلته ، قد علقتا على الكفر والإيمان ..
__________________
(١) البحار ج ٦٣ ص ٢٢٦ وتقريب التهذيب ج ٢ ص ٣٦٢ وأسد الغابة ج ١ ص ٢٩٥ وإكمال الكمال ج ٢ ص ١٢٦ وضعيف سنن الترمذي ص ٥١ والمعجم الكبير ج ٢ ص ٢٧٦ وعون المعبود ج ٤ ص ٦٤.
(٢) البحار ج ٦٣ ص ٢٢٧ عن فتح الباري ، ومجمع الزوائد ج ٥ ص ٣٢ وعن فتح الباري ج ٩ ص ٤٤٣ وتحفة الأحوذي ج ٥ ص ٤٤٠ وأسد الغابة ج ٥ ص ٢٦٨.