إلا أن يقال : إن اللام في كلمتي المؤمن والكافر عهدية لا جنسية (١).
ولكنه توجيه لا يصح ، لأن ظاهر الكلام : أنه «صلىاللهعليهوآله» بصدد ضرب القاعدة ، وإعطاء الضابطة.
توجيهات معقولة :
وخير ما يوجه به هذا الكلام هو : ما ذكره علماؤنا الأبرار رضوان الله تعالى عليهم ، من أنه جار على طريقة المجاز لحث الناس على القناعة ، وعلى أن لا تكون همتهم في طعامهم «كالبهيمة المربوطة همها علفها ، وشغلها تقممها» ، فإن الذي يبحث عن اللذة ، وينساق وراء إشباع دواعي الشهوة هو الكافر .. أما المؤمن فهمه مجرد التبلغ لحفظ خيط الحياة.
أو يقال : إن الكافر لا يبالي من أين أكل ، ولا كيف أكل ، بل هو لا يشبع من جمع الأموال ، ويريد أن يأكل الدنيا بأسرها ، بأي سبب كان ، فكأن له سبعة أمعاء ، على سبيل المبالغة.
أما المؤمن ، فلا يأكل إلا الحلال بالسبب الحلال ، فيقتصر ما يتناوله أو يصل إليه على أقل القليل ..
ثمامة أول من اعتمر :
وقالوا أيضا : إن ثمامة قال للنبي «صلىاللهعليهوآله» : إن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة ، فماذا ترى؟! فبشره النبي «صلىاللهعليهوآله» وأمره أن يعتمر. فلما قدم مكة قال له قائل : صبوت؟
__________________
(١) راجع : البحار ج ٦٣ ص ٣٢٥ ـ ٣٢٧.