ووضع يديه عليها ، ثم تكلم بكلمات ، فإذا الشاة قد قامت تنفض أذنيها (١).
ونقول :
إن لنا مع هذه الروايات وقفات ، هي التالية :
التقليد والمحاكاة :
إن ما ذكرته الرواية عن ذبح الولد لأخيه ليس أمرا محالا ، ولا غريبا. بل له نظائر عبر التاريخ وإلى يومنا هذا ؛ فإن اتجاه الأطفال نحو التقليد والمحاكاة أمر معروف ومألوف للناس ، ويرون مظاهره وشواهده في أطفالهم باستمرار.
ولكن تصرف أم الطفلين هو الذي يثير الدهشة حقا ، فكيف واجهت هذه الصدمة بمجرد البكاء ، ثم لم تفقد وعيها ، ولم تصرخ ، ولم تولول ، ليجتمع الناس إليها ، ويسألوها عما جرى؟!
بل كيف أطاقت حمل طفليها إلى ناحية البيت؟!
وكيف استطاعت أن تقف على رجليها ، وتصلح الطعام لرسول الله «صلىاللهعليهوآله»؟!
ثم هي لم تخبر زوجها بما جرى؟! بل زادت على ذلك كله : أنها كانت تخفي الحزن ، وتظهر السرور برسول الله «صلىاللهعليهوآله».
__________________
(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٥٠٠ عن المواهب اللدنية عن أبي نعيم ، وسبل الهدى والرشاد ج ١ ص ١٤.