٣ ـ إن العلم الشريف هو ذلك الذي يعرّف الإنسان بشرائع الله وأحكامه ، وبكل المعاني التي يريد الله للبشر أن يطلعوا عليها ، أما سائر العلوم مثل علم الفلك والحساب والفيزياء مثلا ، فليست في مستوى علم الدين والشريعة ، ونحو ذلك مما تكفل ببيانه كتاب الله ، وسنة نبيه «صلىاللهعليهوآله».
د : زيد يراجع النبي صلىاللهعليهوآله في طلاق زينب :
وعن مراجعة زيد لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» في طلاق زينب ، مع أنه قد كان بإمكانه أن يبادر إلى طلاقها ، من دون مراجعة.
نقول :
لعله قد جاء على سبيل التأدب مع الرسول الأكرم «صلىاللهعليهوآله». فإن زيدا يدرك أن النبي «صلىاللهعليهوآله» فضلا عن كونه قد تبناه ، فإنه كان له بمثابة الوالد الرحيم ، وهو الصادق الأمين ، والحريص على دلالته على الخير والرشاد ، وهدايته إلى الحق والسداد.
وهو بالإضافة إلى ذلك نبيّه الذي تجب طاعته عليه ، وسيّده الذي غمره بإحسانه إليه ، وهو الناصح الشفيق ، والمعالج الرفيق ، والحبيب الصديق ، والهادي إلى سواء الطريق.
بالإضافة : إلى أنه هو «صلىاللهعليهوآله» الذي خطبها له ، وزوّجه إياها ، وهو الحاكم والقاضي ، الذي لا بد أن يستمع لشكواه وشكواها ، كما أنه المرجع لها ليمنع عنها أذاه ، والمؤمل له ليدفع عنه أذاها.