الله سبحانه أيضا.
ولا بد للرسول «صلىاللهعليهوآله» من أن يتصرف مع زيد على هذا النحو ، رغم أنه يعلم أن الأمر سينتهي إلى الطلاق بينهما ، ويعلم بأنها ستكون بعد ذلك من زوجاته. لأن عليه «صلىاللهعليهوآله» أن يتعامل مع الأمور لا بعلم النبوة ، وإنما وفق ما قرره الشرع الشريف ، وحسبما تفرضه طبيعة ظواهرها ، التي لها أحكامها وسننها التي تجب مراعاتها.
ز : مكانة زيد لدى رسول الله صلىاللهعليهوآله :
وقد ذكرت الروايات : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد أمر زيدا بأن يكون هو الذي يخطب له زينب .. فيطيع زيد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ويخطبها له ..
والمثير للانتباه هنا : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» يوسط نفس الرجل الذي كان إلى وقت قريب زوجا لنفس هذه المرأة. وهذا أمر غير مألوف ، بل هو غير مستساغ عند الناس عادة ، لأنهم إنما يتعاملون بمنطق الشهوات ، ونظرات الريب ، التي تختزن معان كدرة ، وذات روائح كريهة ، وموبوءة ، فإن الذي كان زوجا لامرأة مّا يحمّل نظرته إلى المرأة التي طلقها من الخيالات والتصورات للحالات التي كانت فيها معه .. ما يكبت عنفوانها ، ويؤذي به كبرياءها ، ويجرح به روحها ومشاعرها ..
كما أن الذي يريد أن يكون الزوج الجديد لهذه المرأة لن يكون مرتاحا حينما تقتحم مخيلته صور عن زوجة كانت في عصمة رجل آخر ، بل لا بد أن تؤذي تلك الصور روحه ، وترهق مشاعره ، مهما حاول التخلص منها ،