وإبعادها عنه ، والابتعاد عنها ..
ولكن النبي «صلىاللهعليهوآله» في روحه الصافية ، والفانية في الله تعالى. والتي لا ترى إلا الحق والخير ، ولا تتأثر بأي من الأجواء التي تثيرها الغرائز والأهواء ، والإثارات المجانبة لرضا الله تعالى.
نعم ، إن هذا النبي الكريم «صلىاللهعليهوآله» قد قدم النموذج الأكمل والأمثل للإنسان الإلهي ، الذي يريد أن يعلم الناس الحق ، وأن يسهّل عليهم الخضوع له ، والانصهار به وفيه .. فيرسل زيدا ، بالذات ليخطب له زينب بنت جحش ، في إشارة واضحة منه «صلىاللهعليهوآله» إلى معرفته بطهر ضمير زيد ، وسمو نفسه ، وبصفاء إيمانه ، وخلوص نيته.
كما أنه «صلىاللهعليهوآله» ليس فقط لم يتضايق من حضور زيد الدائم عنده ، ومن قربه منه ، بل بقي القريب والحبيب ، الذي يشتاق إليه ، ويزداد تعلقه به ، وحدبه عليه. وقد كان ولا يزال الأثير عنده ، والمكين لديه.
ح : زيد العفيف والتقي :
وتقول الروايات : إنه حين جاء زيد ليخطب زينب لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد أظهر : أنه ذلك الرجل التقي الغضيض البصر ، العفيف الضمير ، الصافي الإيمان ، الذي يرسله الرسول «صلىاللهعليهوآله» لخطبة امرأة كانت زوجة له ، فلا يمد عينيه إليها ، ليتبصر حالها بعد أن تركها ، بل يوليها ظهره ، ولا يستهين ، ولا يستخف بها ، بل تعظم في نفسه.
ولكن المفاجأة الكبرى ، التي تحمل معها أعظم الخزي ، وأبشع صور الإسفاف البشري ، أن يجترئ صنّاع الأساطير على اختلاق روايات أخرى.