تصور أعظم نبي ، وأكرم مخلوق ، وأفضل موجود في هذا العالم ، وهو خاتم الأنبياء «صلىاللهعليهوآله» وعين الله ، وخيرة الله وصفوته ، ـ تصوّره ـ يمد عينيه إلى الأجنبيات ، ليخون نفس ذلك الرجل العفيف في نفس هذه المرأة التي كانت في عصمته ، فينظر إليها بعين الريب ، ويقع في حبالة حبها ، بل هو يقتحم عليها إلى داخل دارها فيراها وهي تغتسل .. إلى غير ذلك من تفاصيل حملت قذارات أنفس صانعيها ، الذين ضمّنوها كل ما قدروا عليه من ترّهات وأباطيل ، وأعظم الإساءات لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ..
بل إنهم ليذكرون : أن هذا النبي الأكرم «صلىاللهعليهوآله» ، ـ وهو أغير الناس ـ يرضى بأن تبقى زوجته في ليلة عرسها جالسة وحدها بين الرجال ، ويخرج هو ليطوف على حجر نسائه .. فضلا عن رواياتهم حول إصرار عمر بن الخطاب عليه بأن يحجب نساءه ، فلا يستجيب له.
ط : زوجناكها :
وقد جاء التعبير القرآني لينسب التزويج بزينب إلى مقام العزة الإلهية ، حيث قال تعالى : (.. فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها ...)
ثم جاءت الروايات لتتحدث عن افتخار زينب على سائر نسائه «صلىاللهعليهوآله» بأن الله قد زوجها من السماء ، دونهن ..
غير أننا نقول :
أولا : إن هذا التزويج الإلهي لم يأت إجلالا لزينب ، وتقديرا لها على أمر اختارته ، وطاعة قدمتها ، أو ميزة تفردت بها ، ترتبط بإيمانها ، أو بأخلاقها ، أو عمل قدمته كان فيه رضا الله تعالى.