ميمونة بنت الحارث الهلالية ، ولم ينزل في تزويجهن برسول الله «صلىاللهعليهوآله» آية قرآنية كما كان الحال بالنسبة لزينب .. فلو كان في هذا التزويج تكريم ، فقد كان هؤلاء النسوة الكريمات أولى به من زينب فليلا حظ ذلك.
ي : جمال زينب في حسابات عائشة :
إن عائشة تعترف : بأنها لما علمت بموضوع زينب بنت جحش أخذها ما قرب وما بعد ، لما يبلغها من جمالها ، وأزعجها ما توقعته من افتخارها عليها بتزويج الله لها من السماء.
ومن جهة أخرى : فإن عمر بن الخطاب قد صرح بامتياز زينب على حفصة وغيرها في خصوصية الجمال ، فقال لا بنته حفصة : «ليس لك حظوة عائشة ، ولا حسن زينب» (١).
ونقول :
إن الملاحظ هو : أن عائشة لا تهتم بالنواحي الإنسانية والإيمانية في نظرتها للأمور وفي سياستها في بيت رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، بل تهتم بما يبلغها من جمال ضرتها ، وتهتم أيضا ، بأن لضرتها ما تفتخر به عليها ، من حيث نزول آية قرآنية تتحدث عن أمر زواج الرسول «صلىاللهعليهوآله» بها.
مع أن هذه أمور دنيوية بحتة ، وقد فرضتها الظروف على زينب ، ولم يكن لزينب أي اختيار أو قرار فيها. ولكن أم سلمة كان كل همها هو أن
__________________
(١) الطبقات الكبرى (ط دار صادر) ج ٨ ص ١٣٧ و ١٣٨ عن فتح الباري ج ٩ ص ٢٣١ ـ ٢٣٣.