كتاب الوصايا
(كتاب الوصايا) وفيه فصول :
(الأول الوصية) مأخوذة (١) من وصى يصي ،
______________________________________________________
(١) الوصية مأخوذة من الثلاثي وصى يصي وصيا ، كما عن الشيخ في المبسوط والعلامة في التذكرة والمحقق في جامع المقاصد ، والوصي هو الوصل ، والوصية مأخوذة من الوصل لما فيها من وصل القربات الواقعة في حال الحياة بالقربات الواقعة بعد الممات ، أو لما فيها من وصل التصرف في حال الحياة بالتصرف الواقع بعد الممات ، وعليه فالوصية اسم مصدر.
والظاهر أن الوصية مأخوذة من الرباعي المضاعف وصّى يوصّي إيصاء ، أو من الرباعي المهموز أوصى يوصي توصية ، وهي اسم مصدر حينئذ بمعنى العهد ، ففي لسان العرب (أوصى الرجل ووصّاه : عهد إليه) ، ويشهد له تتبع استعمالها في القرآن الكريم ، قال تعالى : (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهٰا أَوْ دَيْنٍ) (١) ، وقال تعالى : (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهٰا أَوْ دَيْنٍ) (٢) ، وقال تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسٰانَ بِوٰالِدَيْهِ حُسْناً) (٣).
ومنه يظهر ضعف القول الأول ، ويظهر ضعف التردد من الشارح وغيره بأن الوصية قد تكون من الثلاثي وقد تكون من الرباعي ، بل قد عرفت تعين اشتقاق الوصية من الرباعي وأنها بمعنى العهد.
هذا ولا ريب في مشروعيتها ، قال تعالى (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذٰا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوٰالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) (٤) ، وقال تعالى : (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهٰا ـ
__________________
(١ و ٢) سورة النساء ، الآيتين : ١١ و ١٢.
(٣) سورة العنكبوت ، الآية : ٨.
(٤) سورة البقرة ، الآية : ١٨٠.