وقال الفضل (١) :
كان من عادة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم التواضع مع الأنبياء كما قال : « لا تفضّلوني على يونس بن متّى » (٢) ..
وقال : « لا تفضّلوني على موسى » (٣).
وقد ذكر في هذا الحديث فضائل الأنبياء ، فذكر ثبات إبراهيم في الإيمان ، والمراد بالحديث أنّ إبراهيم مع ثباته في الإيمان وكمال استقامته في إثبات الصانع ، كان يريد الاطمئنان ويقول : ( وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) (٤) ، فغيره أحقّ بهذا التردّد الذي يوجب الاطمئنان.
وأمّا الترحّم على لوط فهو أمر واقع ، فإنّ لوطا كان يأوي إلى ركن شديد كما قال : ( آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) (٥) ، فترحّم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم له لكونه كان ضعيفا ، وليس فيه الدلالة على أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم عاب لوطا في إيوائه إلى ركن شديد.
وأمّا قوله : « لو لبثت في السجن طول لبث يوسف لأجبت الداعي » ..
ففيه : وصف يوسف بالصبر والتثبّت في الأمور ، وأنّه صبر مع طول
__________________
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٢ / ٢٥١.
(٢) انظر : الشفا بتعريف حقوق المصطفى ١ / ٢٢٦ ، البداية والنهاية ١ / ٢١٣ ، إتحاف السادة المتّقين ٢ / ١٠٥.
(٣) صحيح البخاري ٣ / ٢٤٣ ح ٢ ، صحيح مسلم ٧ / ١٠١.
(٤) سورة البقرة ٢ : ٢٦٠.
(٥) سورة هود ١١ : ٨٠.