النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم نصب إمام لمّا أخبرهم بموته مرارا عديدة تصريحا وتلويحا فيريحهم عن تكلّف ذلك المهمّ؟!
ولم نسبوه إلى الهجر ومنعوه من كتابة ما لا يضلّون بعده؟! (١) ألم يحتملوا أنّه يريد نصب إمام فيريحهم عن ذلك الاهتمام؟!
ولم لم يعطها النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بعض اهتمامهم وينصب لهم خليفة أو يشرّع جواز ترك الاستخلاف بالقول ويحفظ حرمته وحرمة الإسلام؟!
ولم لم يكن عند أمير المؤمنين ذلك الاهتمام فيشاركهم في أداء الواجب فيحصل لدفن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم تعجيل؟!
وأمّا قولهما : « ولم يزل الناس على ذلك في كلّ عصر إلى زماننا .. »
إلى آخره (٢) ..
فغريب ؛ لأنّا لم نر ولم نسمع أنّهم اهتمّوا لنصب إمام قياما بالواجب ، ولذا لم يطلبوا إماما جامعا للشرائط التي ذكراها ، من العدالة والاجتهاد والقرشية ونحوها ، وإنّما رأينا وسمعنا قيامهم برئاسة من انتفت عنه الشرائط ، طلبا لأن ينالوا به شيئا من الدنيا الدنيّة!
الدليل الثاني الذي ذكراه لمختار الأشاعرة : إنّ في نصب الإمام دفع ضرر مظنون ، ودفعه واجب إجماعا (٣).
وفيه : إنّ الدفع به إنّما يجب على الناس إذا لم يجب على الله تعالى ، أو أهمل أمر الأمّة ، وكلاهما باطل ..
ولو سلّمنا ، فلا مخرج للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عن وجوب دفع الضرر
__________________
(١) راجع الصفحة ٩٣ ه ٢ من هذا الجزء.
(٢) راجع الصفحة ٢٥٧ من هذا الجزء.
(٣) المواقف : ٣٩٦ ، شرح المواقف ٨ / ٣٤٦.