وقال الفضل (١) :
اختلف المفسّرون أنّ الآية نزلت في من؟ ..
قال كثير منهم : نزلت في صهيب الرومي ، وأنّه كان غريبا بمكّة ، فلمّا هاجر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قصد الهجرة ، فمنعه قريش من الهجرة ، فقال : يا معشر قريش! إنّكم تعلمون أنّي كثير المال ، وإنّي تركت لكم أموالي ، فدعوني أهاجر في سبيل الله ولكم مالي.
فلمّا هاجر ، وترك الأموال ، أنزل الله هذه الآية.
فلمّا دخل صهيب على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قرأ عليه الآية وقال له : ربح البيع (٢).
وأكثر المفسّرين على أنّها نزلت في الزبير بن العوّام ، ومقداد بن الأسود لمّا بعثهما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لينزلوا خبيب بن عديّ من خشبته التي صلب عليها ، فكان صلب بمكّة ، وحوله أربعون من المشركين ، ففديا أنفسهما حتّى أنزلاه ، فأنزل الله الآية (٣).
ولو كان نازلا في شأن أمير المؤمنين عليّ ، فهو يدلّ على فضله واجتهاده في طاعة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبذل الروح له.
وكلّ هذه مسلّمة لا كلام لأحد فيه ، ولكن ليس هو بنصّ في إمامته كما لا يخفى.
__________________
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٣٨.
(٢) الكشّاف ١ / ٣٥٣ ، تفسير الفخر الرازي ٥ / ٢٢٢ ، تفسير القرطبي ٣ / ١٥ ـ ١٦ ، الدرّ المنثور ١ / ٥٧٥.
(٣) تفسير البغوي ١ / ١٣٢ ، روح المعاني ٢ / ١٤٦.