وأقول :
إنّ استدلالنا بشيء لا يتوقّف على انحصار أقوالهم وأخبارهم فيه ، بل يكفينا وجوده في رواياتهم لنتّخذه حجّة عليهم ، من دون أن يعارضه ما يخالفه من أقوالهم ورواياتهم ؛ لأنّها ليست حجّة علينا ، وحينئذ يكفينا روايتهم نزول الآية في أمير المؤمنين عليهالسلام ، كما نقله المصنّف رحمهالله عن الثعلبي ..
ونقله في « ينابيع المودّة » أيضا ، عنه ، وعن ابن عقبة في ملحمته ، وأبي السعادات في « فضائل العترة الطاهرة » ، والغزّالي في « الإحياء » عن ابن عبّاس ، وأبي رافع ، وهند بن أبي هالة ربيب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
ورواه الرازي في تفسيره بمثل ما عن الثعلبي (٢).
وروى الحاكم ما يدلّ على ذلك في « المستدرك » (٣) ، وصحّحه هو والذهبي ، عن ابن عبّاس ، من حديث قال فيه : « شرى عليّ نفسه ، ولبس ثوب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمّ نام مكانه ».
ومثله في مسند أحمد (٤).
وروى الحاكم بعد الحديث المذكور عن عليّ بن الحسين ، قال :
__________________
(١) ينابيع المودّة ١ / ٢٧٤ ح ٣ ، وانظر : إحياء علوم الدين ٤ / ٣٧ في بيان الإيثار وفضله.
(٢) تفسير الفخر الرازي ٥ / ٢٢٢.
(٣) ص ٤ من الجزء الثالث [ ٣ / ٥ ح ٤٢٦٣ ]. منه قدسسره.
وانظر : المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٤٣ ح ٤٦٥٢ وصحّحه هو والذهبي.
(٤) ص ٣٣١ من الجزء الأوّل. منه قدسسره.