فجعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يذكر ما أنعم الله به عليه وعلى العباد به من النبوة سرا إلى من يطمئن به إليه من أهله. وافترضت عليه الصلاة ، فصلى صلوات الله وسلامه عليه ورحمته وبركاته.
قالت عائشة رحمها الله : افترضت الصلاة على رسول الله صلىاللهعليهوسلم أول ما افترضت ركعتين ركعتين كل صلاة ، ثم إن الله أتمها فى الحضر أربعا وأقرها فى السفر على فرضها الأولى ركعتين (١).
وعن بعض أهل العلم أن الصلاة حين افترضت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتاه جبريل وهو بأعلى مكة فهمز له بعقبة فى ناحية الوادى فانفجرت له منه عين ، فتوضأ جبريل ورسول الله صلىاللهعليهوسلم ينظر ، ليريه كيف الطهور للصلاة ، ثم توضأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كما رأى جبريل توضأ ، ثم قام به جبريل فصلى به وصلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بصلاته ، ثم انصرف جبريل فجاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم خديجة فتوضأ ليريها كيف الطهور للصلاة كما أراه جبريل ، فتوضأت كما توضأ لها ثم صلى بها كما صلى به جبريل فصلت بصلاته (٢).
وعن نافع بن جبير بن مطعم ، وكان كثير الرواية عن ابن عباس ، قال : لما افترضت الصلاة على رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتاه جبريل فصلى به الظهر حين مالت الشمس ، ثم صلى به العصر حين كان ظله مثله ، ثم صلى به المغرب حين غابت الشمس ، ثم صلى به العشاء الآخرة حين ذهب الشفق ، ثم صلى به الصبح حين طلع الفجر. ثم صلى به الظهر حين كان ظله مثله ، ثم صلى به العصر حين كان ظله مثليه ، ثم صلى به المغرب حين غابت الشمس لوقتها بالأمس ، ثم صلى به العشاء الآخرة حين ذهب ثلث الليل الأول ، ثم صلى به الصبح مسفرا غير مشرق. ثم قال : يا محمد ، الصلاة فيما بين صلاتك اليوم وصلاتك بالأمس (٣).
__________________
(١) انظر الحديث فى : صحيح البخاري (١ / ٤٦٤) ، سنن أبى داود (١١٩٨) ، النسائى (١ / ٢٢٥) ، أحمد فى المسند (٦ / ٢٧٢).
(٢) انظر الحديث فى : تاريخ الطبرى (١ / ٥٣٥ ، ٥٣٦) ، مجمع الزوائد للهيثمى (٩ / ٢٢٣ ، ٢٢٤) ، وذكره السهيلى فى الروض الأنف (١ / ٢٨٣ ، ٢٨٤).
(٣) انظر الحديث فى : سنن أبى داود (١ / ٣٩٣) ، سنن الترمذى (١٤٩) ، مسند الإمام أحمد
(٣٠٨١) ، مستدرك الحاكم (١ / ١٩٣).
وذكره السهيلى فى الروض الأنف (١ / ٢٨٤) ، وقال : هذا الحديث لم يكن ينبغى له أن يذكره فى هذا الموضع ، لأن أهل الصحيح متفقون على أن هذه القصة كانت فى الغد من ليلة