قال (١) : فكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا الناس بالإسلام فصلوا وصدقوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وصدقوا بما جاءه من الله ، ثم أسلم أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر.
وأبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، والأرقم بن أبى الأرقم بن أسد أبى جندب بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وعثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤيّ.
وأخواه قدامة وعبد الله ابنا مظعون ، وعبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصى ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن عبد الله بن قرط بن رياح بن رزاح بن عدى بن كعب بن لؤيّ.
وامرأته فاطمة بنت عمه الخطاب بن نفيل أخت عمر بن الخطاب ، وأسماء بنت أبى بكر الصديق ، وعائشة بنت أبى بكر الصديق وهى صغيرة ، وخباب بن الأرت حليف بنى زهرة ، وعمير بن أبى وقاص ، أخو سعد بن أبى وقاص ، وعبد الله بن مسعود الهذلى ، حليف بنى زهرة ، وجماعة سوى هؤلاء سماهم ابن إسحاق (٢).
قال : ثم دخل الناس فى الإسلام أرسالا من الرجال والنساء ، حتى فشا ذكر الإسلام بمكة وتحدث به ، ثم إن الله عزوجل أمر رسوله صلىاللهعليهوسلم أن يصدع بما جاءه منه وأن يبادى الناس بأمره ويدعو إليه ، وكان بين ما أخفى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمره واستسر به إلى أن أمره الله بإظهار ثلاث سنين فيما بلغنى ، من مبعثه ، ثم قال الله له : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) [الحجر : ٩٤] ، ثم قال : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [الشعراء : ١١٤ ، ١١٥]. وفى موضع آخر :(وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ) [الحجر : ٨٩].
قال (٣) : وكان أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا صلوا ذهبوا فى الشعاب واستخفوا بصلاتهم من قومهم ، فبينا سعد بن أبى وقاص فى نفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى شعب من شعاب مكة إذ ظهر عليهم ناس من المشركين وهم يصلون ، فناكروهم وعابوا
__________________
(١) انظر : السيرة (١ / ٢١٢).
(٢) انظر : السيرة (١ / ٢١٢ ـ ٢١٦).
(٣) انظر : السيرة (١ / ٢١٧).