أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) [الكوثر : ١ ، ٤] (١) ، أى أعطيناك ما هو خير من الدنيا وما فيها. والكوثر العظيم. وقيل لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما الكوثر الذي أعطاك الله؟ قال : «نهر كما بين صنعاء إلى أيلة آنيته كعدد نجوم السماء ترده طير لها أعناق كأعناق الإبل». قال عمر بن الخطاب : إنها يا رسول الله لناعمة. قال : «آكلها أنعم منها» (٢).
ودعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم قوما إلى الإسلام ، فقال له زمعة بن الأسود والنضر بن الحارث والأسود بن عبد يغوث وأبى بن خلف والعاص بن وائل : لو جعل معك يا محمد ملك يحدث عنك الناس ويرى معك؟ فأنزل الله فى ذلك : (وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ) [الأنعام : ٨ ، ٩] (٣).
ومر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالوليد بن المغيرة وأمية بن خلف وأبى جهل ، فهمزوه واستهزءوا به ، فغاظه ذلك ، فأنزل الله عليه : لا (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) [الأنعام : ١٠] (٤).
ذكر الحديث عن مسرى رسول الله صلىاللهعليهوسلم
قال ابن إسحاق (٥) : ثم أسرى برسول الله صلىاللهعليهوسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
__________________
(١) انظر الحديث فى : مجمع الزوائد للهيثمى (٧ / ١٤٣) ، أسباب النزول للواحدى (ص ٤٠٤).
(٢) انظر الحديث فى : مسند الإمام أحمد (٣ / ٢٢٠ ، ٢٢١ ، ٢٣٦) ، مجمع الزوائد للهيثمى (١٠ / ٣٦٠ ، ٣٦١).
(٣) ذكره الشوكانى فى فتح القدير (٢ / ١٤٧).
(٤) ذكره الشوكانى فى فتح القدير (٢ / ١٤٨).
(٥) انظر : السيرة (٢ / ٥ ـ ٧).
قلت : ولم يذكر ابن إسحاق تحديد السنة التي وقع فيها الإسراء ، وقد تعرض ابن كثير فى البداية والنهاية لذلك ، فقال : ذكر ابن عساكر أحاديث الإسراء فى أوائل البعثة ، وأما ابن إسحاق فذكرها فى هذا الموطن بعد البعثة بنحو من عشر سنين ، وروى البيهقي من طريق موسى بن عقبة ، عن الزهرى أنه قال : أسرى برسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل خروجه إلى المدينة بسنة ... ثم روى عن الحاكم عن الأصم عن أحمد بن عبد الجبار ، عن يونس بن بكير ، عن أسباط بن نصر ، عن إسماعيل السدى أنه قال : فرض على رسول الله صلىاللهعليهوسلم الخمس ببيت المقدس ليلة أسرى به ـ