بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
مقدمة المصنف
قال الشيخ الفقيه الخطيب المحدث الثبت الشهيد أبو الربيع ، سليمان بن موسى بن سالم ، الكلاعى ، البلنسى ، كرم الله مثواه ، وجعل الجنة مستقره ومأواه :
الحمد لله الذي منّ علينا بالإسلام ، وأكرمنا بنبيه محمد عليه أفضل الصلوات والسلام ، وجعل آثاره الكريمة ضالتنا المنشودة ، والاقتداء بهديه الأهدى ، ونوره الأوضح الأبدى غايتنا المقصودة وأمنيتنا المودودة ، وأنعم على قلوبنا بالارتياح والاهتزاز عند سماع مصدره أو إليه منتماه.
وإنه لأثر رجاء فى هذه القلوب البطالة وأثاره خير يرجى ، أن يذودها عن مشارع الجهالة ومنازع الضلالة ، فإن الارتياح للذكر شهادة الحب وأمارة المحب.
وقد روى عنه صلوات الله عليه نقلة السنة أن من أحبه كان معه فى الجنة. فنسأل الله أن يكتبنا فى محبيه حقيقة ، ويسلك بنا من الوقوف عند مقتضيات أوامره ونواهيه طريقة بالسعادة خليفة.
فما نزال طالبين ذلك من أكرم مطلوب لديه ، راغبين فيه إلى خير مرغوب إليه. وإن لم نكن أهلا للإسعاف بتقصيرنا فى الأعمال ، فإنه جل جلاله أهل الجود والإفضال.
ونصلى قبل وبعد على هذا النبيّ المبارك الكريم ، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتخبين ، خير صحب وخير آل.
وهذا كتاب ذهبت فيه إلى إيقاع الإقناع ، وإمتاع النفوس والأسماع ، باتساق الخبر عن سيرة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وذكر نسبه ومولده وصفته ومبعثه ، وكثير من خصائصه ، وأعلام نبوته ومغازيه ، وأيامه من لدن مولده إلى أن استأثر به وقبض روحه الطيبة إليه ، صلوات الله وبركاته عليه.
مقدما لذلك ما يجب تقديمه ، ومتمما من ذكر أوليته المباركة بلدا ومحتدا ، بما يحسن علمه وتعليمه ، ملخصا جميعه من كتب أئمة هذا الشأن الذين صرفوا إليه اعتناءهم ،