كل امرئ مصبح فى أهله |
|
والموت أدنى من شراك نعله |
فقلت : والله ما يدرى أبى ما يقول ، ثم دنوت إلى عامر فقلت : كيف تجدك يا عامر؟ فقال :
لقد وجدت الموت دون ذوقه |
|
إن الجبان حتفه من فوقه |
كل امرئ مجاهد بطوقه |
|
كالثور يحمى جلده بروقه |
قالت : وكان بلال إذا تركته الحمى اضطجع بفناء البيت ثم رفع عقيرته وقال :
ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة |
|
بواد وحولى إذخر وجليل |
وهل أردن يوما مياه مجنة |
|
وهل يبدون لى شامة وطفيل |
قالت عائشة : فذكرت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ما سمعت منهم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اللهم حبب لنا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد ، وبارك لنا فى مدها وصاعها ، وانقل وباءها إلى مهيعة» (١) ، وهى الجحفة.
شروع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى حرب المشركين
وذكر مغازيه التي أعز الله بها الإيمان والمؤمنين
قال ابن إسحاق : ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم تهيأ لحربه وقام فيما أمره الله تبارك وتعالى به من جهاد عدوه وقتال من أمره الله بقتاله ممن يليه من مشركى العرب.
وخرج غازيا فى صفر على رأس اثنى عشر شهرا من مقدمه المدينة.
حتى بلغ ودّان وهى غزوة الأبواء (٢) ، يريد قريشا وبنى ضمرة من بكر بن عبد مناة ابن كنانة ، فوادعته فيها بنو ضمرة ، وكان الذي وادعه منهم عليهم مخشىّ بن عمرو الضمرى ، وكان سيدهم فى زمانه ذلك.
__________________
(١) انظر الحديث فى : صحيح البخاري كتاب مناقب الأنصار (٣٩٢٦) ، صحيح مسلم كتاب الحج (٢ / ٤٨٠) ، مسند الإمام أحمد (٥ / ٣٠٩) ، السنن الكبرى للبيهقى (٣ / ٣٣٢) ، الترغيب والترهيب للمنذرى (٢ / ٢٢٦) ، دلائل النبوة للبيهقى (٢ / ٥٦٩) ، موطأ الإمام مالك (٢ / ١٤).
(٢) راجع هذه الغزوة فى : المغازى للواقدى (١ / ١١ ، ١٢) ، طبقات ابن سعد (٢ / ١ / ٣ ، ٤) ، تاريخ الطبرى (٢ / ٤٠٧) ، البداية والنهاية (٣ / ٢٤٦).