وإخراجكم من مسجد الله أهله |
|
لئلا يرى فى البيت الله ساجد |
فإنا وإن عيرتمونا بقتله |
|
وأرجف بالإسلام باغ وحاسد |
سقينا من ابن الحضرمى رماحنا |
|
بنخلة لما أوقد الحرب واقد |
دما وابن عبد الله عثمان بيننا |
|
ينازعه غلّ من القيد عاقد |
غزوة بدر الكبرى (١)
قال ابن إسحاق (٢) : ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم سمع بأبى سفيان بن حرب مقبلا من الشام فى عير لقريش عظيمة.
فندب المسلمين إليهم ، وقال : «هذه عير قريش ، فيها أموالهم ، فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها» (٣).
فانتدب الناس ، فخف بعضهم وثقل بعضهم ، وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم يلقى حربا.
وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتجسس الأخبار ، ويسأل من لقى من الرّكبان ، تخوفا ، حتى أصاب من بعضهم خبرا باستنفار رسول الله صلىاللهعليهوسلم له ولعيره ، فحذر عند ذلك ، واستأجر ضمضم بن عمرو الغفارى ، فبعثه إلى مكة ليخبر قريشا بذلك ، ويستنفرهم إلى أموالهم ، فخرج ضمضم سريعا.
وكانت عاتكة بنت عبد المطلب (٤) قد رأت قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث رؤيا أفزعتها ، فقالت لأخيها العباس : يا أخى ، والله لقد رأيت الليلة رؤيا لقد أفظعتنى وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة ، فاكتم عنى ما أحدثك ، فقال لها : وما رأيت؟.
__________________
(١) ذكرها ابن الجوزى فى المنتظم (٣ / ٩٧) ، الواقدى فى المغازى (١ / ١٩) ، ابن سعد فى الطبقات (٢ / ١ / ٦ ط الشعب) ، الطبرى فى تاريخه (٢ / ٤٢١) ، ابن كثير فى البداية والنهاية (٣ / ٢٥٦) ، ابن الأثير فى الكامل فى التاريخ (٢ / ١٤).
(٢) انظر السيرة (٢ / ٢١١).
(٣) انظر الحديث فى : الطبقات الكبرى لابن سعد (٢ / ١ / ٦) ، الدر المنثور للسيوطى (٣ / ١٦٨) ، تفسير ابن كثير (٣ / ٥٥٧) ، تفسير القرطبى (٧ / ٣٧٣) ، تفسير الطبرى (٩ / ١٢٢) ، البداية والنهاية لابن كثير (٣ / ٢٥٦).
(٤) انظر ترجمتها فى : طبقات ابن سعد (٨ / ٤٣) ، المعارف (١١٨) ، الإصابة ترجمة رقم (١١٤٥٥) ، أسد الغابة ترجمة رقم (٧٠٨٨).