ولم يسلم من بنى النضير إلا رجلان : يامين بن عمير بن كعب (١) ، ابن عم عمرو بن جحاش ، وأبو سعد بن وهب (٢) ، أسلما خوفا على أموالهما فأحرزاها ، وحدث بعض آل يامين أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال ليامين : «ألم تر ما لقيت من ابن عمك وما هم به من شأنى؟» (٣) فجعل يامين لرجل جعلا على أن يقتل عمرو بن جحاش فقتله ، فيما يزعمون.
غزوة ذات الرقاع (٤)
ثم أقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالمدينة بعد غزوة بنى النضير شهر ربيع وبعض جمادى ، ثم غزا نجدا يريد بنى محارب وبنى ثعلبة من غطفان حتى نزل نخلا.
وهى غزوة ذات الرقاع وسميت بذلك لأنهم رقعوا فيها راياتهم ، وقيل : لأجل شجرة بذلك الموضع يقال لها : ذات الرقاع. وقيل : لما كانوا يعصبون على أرجلهم من الخرق إذ نقبت أقدامهم.
فلقى رسول الله صلىاللهعليهوسلم هنالك جمعا من غطفان ، فتقارب الناس ولم يكن بينهم حرب وخاف الناس بعضهم بعضا ، حتى صلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يومئذ بالناس صلاة الخوف ، ثم انصرف بهم.
وفى هذه الغزوة عرض له رجل من محارب يقال له : غورث ، وقد قال لقومه من غطفان ومحارب : ألا أقتل لكم محمدا؟ قالوا : بلى ، وكيف تقتله؟ قال : أفتك به. فأقبل إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو جالس وسيفه فى حجره فقال : يا محمد ، أنظر إلى سيفك هذا؟ قال : «نعم» (٥). فأخذه فاستله ثم جعل يهزه ويهم به فيكبته الله ، ثم قال : يا محمد ، أما
__________________
(١) انظر ترجمته فى : الإصابة ترجمة رقم (٩٢٣٣).
(٢) انظر ترجمته فى : الإكمال (١ / ٣٩٦٠) ، الإصابة ترجمة رقم (١٠٠١٠) ، أسد الغابة (٥٩٥٥).
(٣) انظر الحديث فى : البداية والنهاية لابن كثير (٤ / ٧٦).
(٤) راجع هذه الغزوة فى : المغازى للواقدى (١ / ٣٩٥) ، طبقات ابن سعد (٢ / ١ / ٤٣) ، تاريخ الطبرى (٢ / ٥٥) ، الكامل (٢ / ٦٦) ، دلائل النبوة (٣ / ٣٦٩) ، البداية والنهاية (٤ / ٨٣).
(٥) انظر الحديث فى : صحيح البخاري (٤ / ٩ ، ١٠ ، ١٣ ، ٧ / ١٨٩ ، ١ / ٥ ، ١٦ ، ٦٣ ، ١٥٣) ، صحيح مسلم (٤٢ ، ٤٤ ، ٥٦ ، ٦١ ، ١٦٧ ، ٢٥١ ، ٢٧٥) ، سنن الترمذى (٦٦٩ ، ٧٢٦ ، ١٢٠٤) ، سنن ابن ماجه (١٨١ ، ٥٥٧ ، ٨٤٢ ، ١٢٣٥ ، ١٤١٤ ، ٤٣٥ ، ٥٥٠ ، ٦٩٦ ، ٩٧٣ ، ١١٣٥ ، ١٢٥٤ ، ١٧٥٩ ، ١٨٣٥ ، ٢٧١٦ ، ٢٧١٧ ، ١٤٢٥ ، ١٤٧٥ ، ١٤٧٦ ، ـ