نعطى الدنية فى ديننا؟! قال : «أنا عبد الله ورسوله لن أخالف أمره ولن يضيعنى»(١). فكان عمر يقول : ما زلت أتصدق واصوم واصلى وأعتق من الذي صنعت ـ يومئذ ـ مخافة كلامى الذي تكلمت به حين رجوت أنه يكون خيرا.
ثم دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم على بن أبى طالب رضى الله عنه فقال اكتب : «بسم الله الرحمن الرحيم» (٢) ، فقال سهيل بن عمرو : لا أعرف هذا ، ولكن اكتب : باسمك اللهم. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اكتب باسمك اللهم» (٣). فكتبها ثم قال : «اكتب : هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو». فقال سهيل : لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اكتب : هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو. اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين ، يأمن فيهن الناس ويكف بعضهم عن بعض ، على أنه من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليه رده عليهم ، ومن جاء قريشا ممن مع محمد لم يردوه عليه ، وأن بيننا عيبة مكفوفة ، وأنه لا إسلال ولا إغلال (٤) ، وأنه من أحب أن يدخل فى عقد محمد وعهده دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل فى عقد قريش وعهدهم دخل فيه» (٥).
فتواثبت خزاعة فقالوا : نحن فى عقد محمد وعهده. وتواثبت بنو بكر فقالوا : نحن فى عقد قريش وعهدهم.
__________________
(١) انظر الحديث فى : صحيح البخاري (٥ / ٢٠١) ، صحيح مسلم فى كتاب النكاح (١٣٥) ، السنن الكبرى للبيهقى (٧ / ٢٢٩) ، التاريخ الكبير للبخارى (٣ / ٢١٧) ، تفسير ابن كثير (٤ / ٦٩ ، ٧ / ٣٣٠) ، زاد المسير لابن الجوزى (٧ / ٤٢٥) ، موارد الظمآن للهيثمى (١٣٠٥ ، ١٧٠٥ ، ٢١٢٨) ، البداية والنهاية لابن كثير (٤ / ٣٥٦) ، الطبقات الكبرى لابن سعد (٢ / ١ / ١٠٩ ، ١١٣).
(٢) انظر الحديث فى : مسند الإمام أحمد (٣ / ٢٦٨ ، ٤ / ٨٦ ، ٣٢٥ ، ٣٣٠) ، السنن الكبرى للبيهقى (٩ / ٢٢٠ ، ٢٢٧) ، مصنف عبد الرزاق (٩٧٢٠) ، مجمع الزوائد للهيثمى (٦ / ١٤٥ ، ١٤٦) ، تفسير ابن كثير (١ / ٣٦ ، ٧ / ٣٢٤) ، تفسير الطبرى (٢٦ / ٥٩ ، ٦٣) ، فتح البارى لابن حجر (٧ / ٥٠٢) ، كنز العمال للمتقى الهندى (١٦٢٧ ، ٣٠١٥١ ، ٣٠١٥٤) ، البداية والنهاية لابن كثير (٤ / ١٧٥).
(٣) انظر الحديث فى : مسند الإمام أحمد (٤ / ٨٦ ، ٣٢٥ ، ٣٣٠) ، تفسير ابن كثير (٧ / ٣٢٤) ، تفسير الطبرى (٢٦ ، ٥٩ ، ٦٣) ، فتح البارى لابن حجر (٥ / ٣٣١ ، ٧ / ٥٠٢) ، كنز العمال للمتقى الهندى (٣٠١٥٤).
(٤) الأسلال : أى السرقة الخفية. والأغلال : أى الخيانة.
(٥) انظر الحديث فى : مسند الإمام أحمد (١ / ٣٤٢ ، ٤ / ٨٧) ، تفسير الطبرى (١٣ / ١٠١).