أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا ذلِكُمْ حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [الممتحنة : ٩ ـ ١٠].
غزوة خيبر
ولما قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة من الحديبية مكث بها ذا الحجة منسلخ سنة ست ، وبعض المحرم من سنة سبع.
ثم خرج فى بقية منه إلى خيبر غازيا.
وكان الله وعده إياها وهو بالحديبية بقوله عز من قائل : (وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ) [الفتح : ٢٠] يعنى بالمعجل صلح الحديبية ، والمغانم الموعود بها فتح خيبر.
فخرج إليها رسول الله صلىاللهعليهوسلم مستنجزا ميعاد ربه وواثقا بكفايته ونصره ، ودفع الراية إلى على بن أبى طالب ـ وكانت بيضاء ـ فسلك على عصر فبنى له فيها مسجدا ، ثم على الصهباء ، ثم أقبل بجيشه حتى نزل به بواد يقال له الرجيع فنزل بينهم وبين غطفان ليحول بينهم وبين أن يمدوا أهل خيبر وكانوا لهم مظاهرين على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فذكر أن غطفان لما سمعت منزله من خيبر جمعوا ثم خرجوا ليظاهروا يهود عليه حتى إذا ساروا منقلة سمعوا خلفهم فى أموالهم وأهليهم حسا ظنوا أن القوم قد خالفوا إليهم ، فرجعوا على أعقابهم فأقاموا فى أهليهم وأموالهم وخلوا بين رسول الله صلىاللهعليهوسلم وخيبر.
قال أبو معتب بن عمرو : لما أشرف رسول الله صلىاللهعليهوسلم على خيبر قال لأصحابه وأنا فيهم : «قفوا» (١). ثم قال : «اللهم رب السموات السبع وما أظللن ، ورب الأرضين السبع وما أقللن ، ورب الشياطين وما أضللن ، ورب الرياح وما أذرين ، فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها ، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها» ثم قال : «أقدموا بسم الله» (٢). قال : وكان يقولها لكل قرية دخلها.
__________________
(١) انظر الحديث فى : مجمع الزوائد للهيثمى (١ / ١٣٤).
(٢) انظر الحديث فى : مستدرك الحاكم (١ / ٤٤٦ ، ٢ / ١٠٠) ، تفسير القرطبى (٨ / ١٧٥) ، مشكل الآثار للطحاوى (٢ / ٣١٢ ، ٣ / ٢١٥) ، زاد المسير لابن الجوزى (٨ / ٢٩٩) ، الدر المنثور للسيوطى (٤ / ٢٢٤) ، التاريخ الكبير للبخارى (٦ / ٤٧٢) ، المعجم الكبير للطبرانى (٨ / ٣٩) ، البداية والنهاية لابن كثير (٤ / ١٨٣) ، دلائل النبوة للبيهقى (٤ / ٢٠٤).