ففدعوا يديه كما بلغكم مع عدوتهم على الأنصاري قبله لا نشك أنهم أصحابه ليس لنا هناك عدو غيرهم ، فمن كان له مال بخيبر فليلحق به فإنى مخرج يهود. فأخرجهم.
ولما أخرج عمر ـ رضى الله عنه ـ يهود خيبر ركب فى المهاجرين والأنصار وخرج معه بجبار بن صخر ـ وكان خارص أهل المدينة وحاسبهم ـ ويزيد بن ثابت ، فهما قسما خيبر على أصحاب السهمان التي كانت عليها ، وذلك أن الشق والنطاة اللتين هما سهم المسلمين قسمت فى الأصل على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى ثمانية عشر سهما : نطاة من ذلك خمسة أسهم والشق ثلاثة عشر سهما ، ثم قسم كل قسم من هذه الثمانية عشر سهما إلى مائة سهم ، لكل رجل سهم ولكل فرس سهمان ؛ وكانت عدة الذين قسمت عليهم ألف رجل وأربعمائة رجل ومائتى فرس ، فذلك ألف سهم وثمانمائة سهم.
عمرة القضاء (١)
وهى غزوة الأمن
قال ابن إسحاق (٢) : ولما رجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم من خيبر إلى المدينة أقام بها شهرى ربيع وما بعده إلى شوال ، يبعث فيما بين ذلك سراياه.
ثم خرج فى ذى القعدة فى الشهر الذي صده فيه المشركون معتمرا عمرة القضاء مكان عمرته التي صدوه عنها ، وخرج معه المسلمون ممن كان صد معه فى عمرته تلك ، وهى سنة سبع ، فلما سمع به أهل مكة خرجوا عنه.
قال ابن عقبة : وتغيب رجال من أشرافهم خرجوا إلى بوادى مكة كراهية أن ينظروا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم غيظا وحنقا ونفاسة وحسدا.
وتحدثت قريش بينها فيما ذكر ابن إسحاق : أن محمدا وأصحابه فى عسرة وجهد وشدة فصفوا له عند دار الندوة لينظروا إليه وإلى أصحابه.
فلما دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم المسجد اضطبع بردائه وأخرج عضده اليمنى ثم قال :
__________________
(١) انظر : المغازى للواقدى (٢ / ٧٣١) ، طبقات ابن سعد (٢ / ١ / ٨٧) ، البداية والنهاية (٤ / ٢٢٦).
(٢) انظر السيرة (٤ / ٥).