فلما أجمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم السير إلى هوازن ذكر له أن عند صفوان بن أمية أدراعا وسلاحا فأرسل إليه وهو يومئذ مشرك فقال : «يا أبا أمية ، أعرنا سلاحك هذا نلقى فيها عدونا غدا» ، فقال صفوان : أغصبا يا محمد؟ فقال : «بل عارية مضمونة حتى نؤديها إليك» ، قال : ليس بهذا بأس. فأعطاه مائة درع بما يكفيها من السلاح ، فزعموا أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم سأله أن يكفيهم حملها ففعل (١).
ثم خرج أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم عامدا لحنين معه ألفان من أهل مكة وعشرة آلاف من أصحابه الذين فتح الله بهم مكة ، فكانوا اثنى عشر ألفا.
وذكر (٢) أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال حين فصل من مكة إلى حنين ورأى كثرة من معه من جنود الله : «لن نغلب اليوم من قلة» (٣). وزعم بعض الناس أن رجلا من بنى بكرة قالها.
واستعمل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عتاب بن أسيد بن أبى العيص بن أمية بن عبد شمس (٤) على مكة أميرا على من تخلف عنه من الناس. ثم مضى رسول الله صلىاللهعليهوسلم على وجهه يريد لقاء هوازن.
قال ابن عقبة : وكان أهل حنين يظنون حين دنا منهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم يعنى فى توجهه إلى مكة أنه بادئ بهم ، وصنع الله لرسوله ما هو أحسن من ذلك ، فتح له مكة فأقر بها عينه وكبت بها عدوه.
__________________
ـ كذبتنى فربما كذبت بالحق يا عمر ، فقد كذبت من هو خير منى ، فقال عمر : يا رسول الله ، ألا تسمع ما يقول ابن أبى حدرد؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قد كانت ضالا فهداك الله يا عمر». هكذا وردت هذه الزيادة فى السيرة.
وانظر هذه الحديث فى : البداية والنهاية لابن كثير (٤ / ٣٢٤) ، دلائل النبوة للبيهقى(٥ / ١٢١).
(١) انظر الحديث فى : مستدرك الحاكم (٣ / ٤٨ ، ٤٩) ، السلسلة الصحيحة للألبانى (٦٣١) ، السنن الكبرى للبيهقى (٦ / ٨٩).
(٢) انظر : السيرة (٤ / ٧٧).
(٣) انظر الحديث فى : مستدرك الحاكم (١ / ٤٤٣) ، سنن أبى داود (٣ / ٢٦١١) ، سنن الترمذى (٤ / ١٥٥٥).
(٤) انظر ترجمته فى : الاستيعاب الترجمة رقم (١٧٧٥) ، الإصابة الترجمة رقم (٥٤٠٧) ، أسد الغابة الترجمة رقم (٣٥٣٨) ، الثقات (٣ / ٣٠٤) ، تجريد أسماء الصحابة (١ / ٣٧٠) ، تقريب التهذيب (٢ / ٣) خلاصة تذهيب (٢ / ٢٠٨) ، شذرات الذهب (١ / ٥٦) ، العبر (١ / ١٦) ، تهذيب الكمال (٢ / ٩٠٠) ، مشاهير علماء الأمصار (١٥٥).