بحقه من هذا السبى فله بكل إنسان ست فرائض من أول شيء أصيبه ، فردوا إلى الناس أبناءهم ونساءهم» (١).
وكان عيينة بن حصن أخذ عجوزا من عجائزهم وقال حين أخذها : أرى عجوزا ، إنى لأحسب أن لها فى الحى نسبا وعسى أن يعظم فداؤها. فلما رد رسول الله صلىاللهعليهوسلم السبايا بست فرائض أبى أن يردها ، فقال له زهير أبو صرد : خذها عنك فو الله ما فوها ببارد ، ولا ثديها بناهد ، ولا بطنها بوالد ، ولا زوجها بواجد ، ولا درها بماكد ، فردها بست فرائض حين قال له زهير ما قال (٢).
وسأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم وفد هوازن : «ما فعل مالك بن عوف؟» فقالوا : هو بالطائف مع ثقيف. فقال لهم : «أخبروا مالكا أنه إن أتانى مسلما رددت عليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل». فأتى مالك بذلك فخاف ثقيفا أن يعلموا بما قال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيحسبوه ، فأمر براحلته فهيئت له ، وأمر بفرس له فأتى به بالطائف ، فخرج ليلا على فرسه حتى أتى راحلته حيث أمر بها أن تحبس فركبها فلحق برسول الله صلىاللهعليهوسلم فأدركه بالجعرانة أو بمكة ، فرد عليه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل وأسلم فحسن إسلامه (٣). وقال :
ما إن رأيت ولا سمعت بمثله |
|
فى الناس كلهم بمثل محمد |
أوفى وأعطى للجزيل إذا اجتدى |
|
ومتى تشأ يخبرك عما فى غد |
وإذا الكتيبة عردت أنيابها |
|
بالسمهرى وضرب كل مهند |
فكأنه ليث على أشباله |
|
وسط الهباءة خادر فى مرصد |
فاستعمله رسول الله صلىاللهعليهوسلم على من أسلم من قومه فكان يقاتل بهم ثقيفا لا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه حتى ضيق عليهم فقال أبو محجن بن حبيب الثقفى (٤) :
__________________
(١) انظر الحديث فى : سنن أبى داود كتاب الجهاد (٢٦٩٤) ، السنن الكبرى للبيهقى (٦ / ٣٣٦ ، ٣٣٧) ، مسند الإمام أحمد (٢ / ١٨٤ ، ٢١٨) ، مجمع الزوائد للهيثمى (٦ / ١٨٧ ، ١٨٨).
(٢) انظر : السيرة (٤ / ١١٩) ، وذكر هناك زيادة بعد هذا وهى : «... فزعموا أن عيينة لقيه الأقرع بن حابس ، فشكا إليه ذلك ، فقال : إنك والله ما أخذتها ببيضاء غريرة ، ولا نصفا وثيرة». قلت : ذكره البيهقي فى دلائل النبوة (٥ / ١٩٣) ، الهيثمى فى المجمع (٦ / ١٨٨).
(٣) انظر الحديث فى : دلائل النبوة للبيهقى (٥ / ١٩٨) ، مجمع الزوائد للهيثمى (٦ / ١٨٩).
(٤) انظر ترجمته فى : الاستيعاب الترجمة رقم (٣١٩٣) ، الإصابة الترجمة رقم (١٠٥٠٧) ، أسد الغابة الترجمة رقم (٦٢٢٨) ، تجريد أسماء الصحابة (٢ / ٢٠٠).