ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان له عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهد فهو إلى مدته» ، فخرج على على ناقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم العضباء حتى أدرك أبا بكر الصديق بالطريق ، فلما رآه أبو بكر قال : أمير أم مأمور؟ قال : بل مأمور. ومضيا ، فأقام أبو بكر للناس الحج ، والعرب فى تلك السنة على منازلهم من الحج التي كانوا عليها فى الجاهلية ، حتى إذا كان يوم النحر قام على بن أبى طالب فأذن فى الناس بالذى أمره به رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأجل الناس أربعة أشهر من يوم أذن فيهم ليرجع كل قوم إلى مأمنهم وبلادهم ، ثم لا عهد لمشرك ولا ذمة إلا أحد كان له عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهد إلى مدة فهو له إلى مدته ، فلم يحجج بعد ذلك العام مشرك ولم يطف بالبيت عريان (١).
وكانت براءة تسمى فى زمان رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «المبعثرة» لما كشفت من سرائر الناس ، وكانت تبوك آخر غزوة غزاها رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وكان جميع ما غزا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بنفسه سبعا وعشرين غزاة : غزوة ودان وهى غزوة الأبواء ، ثم غزوة بواط من ناحية رضوى ، ثم غزوة العشيرة من بطن ينبع ، ثم غزوة بدر الأولى يطلب كرز بن جابر ، ثم غزوة بدر التي قتل الله فيها صناديد قريش ، ثم غزوة بنى سليم حين بلغ الكدر ، ثم غزوة السويق يطلب أبا سفيان بن حرب ، ثم غزوة غطفان إلى نجد ، وهى غزوة ذى أمر ، ثم غزوة بحران معدن بالحجاز ، ثم غزوة أحد ، ثم غزوة حمراء الأسد ، ثم غزوة بنى النضير ، ثم غزوة ذات الرقاع من نخل ، ثم غزوة بدر الآخرة ، ثم غزوة دومة الجندل ، ثم غزوة الخندق ، ثم غزوة بنى قريظة ، ثم غزوة بنى لحيان من هذيل ، ثم غزوة ذى قرد ، ثم غزوة بنى المصطلق من خزاعة ، ثم غزوة الحديبية لا يريد قتالا فصده المشركون ، ثم غزوة خيبر ، ثم عمرة القضاء ، ثم غزوة الفتح ، ثم غزوة حنين ، ثم غزوة الطائف ، ثم غزوة تبوك ، قاتل صلىاللهعليهوسلم فى تسع غزوات منها : بدر ، وأحد ، والخندق ، وقريظة ، وبنى المصطلق وخيبر ، والفتح ، وحنين ، والطائف. وهذا الترتيب عن ابن إسحاق (٢) ، وخالفه ابن عقبه فى بعضه.
السرايا
وكانت بعوث رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسراياه ثمانية ، وثلاثين من بين بعث وسرية : غزوة
__________________
(١) انظر الحديث فى : فتح البارى لابن حجر (٧ / ٦٨٤) ، البداية والنهاية لابن كثير (٥ / ٣٧) ، وله شواهد منها ما فى مسند الإمام أحمد (٢ / ٢٩٩) من طريق : محرز بن أبى هريرة عن أبيه ، قال : «كنت مع على بن أبى طالب فكنت أنادى حتى صحل صوتى».
(٢) انظر : السيرة (٤ / ٢٣٣).