والسلطان فى غيرهم ، وأيم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم» (١). قال : فأسلمت.
وكان عدى يقول : مضت اثنتان وبقيت الثالثة ، والله لتكونن. قد رأيت القصور البيض من أرض بابل قد فتحت ، وقد رأيت المرأة تخرج من القادسية على بعيرها لا تخاف حتى تحج هذا البيت ، وأيم الله لتكونن الثالثة ، ليفيض المال حتى لا يوجد من يأخذه.
وفد كندة (٢)
وقدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم الأشعث بن قيس فى ثمانين راكبا من كندة ، فدخلوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم مسجده ، قد رجلوا جمعهم وتكحلوا ، عليهم جباب [الحبرة] (٣) ، قد كففوها بالحرير ، فلما دخلوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ألم تسلموا؟» قالوا : بلى ، قال : «فما بال هذا الحرير فى أعناقكم؟» ، قال : فشقوه منها ، فألقوه.
ثم قال له الأشعث بن قيس (٤) : يا رسول الله ، نحن بنو آكل المرار ، وأنت ابن آكل المرار. فتبسم رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : «ناسبوا بهذا النسب العباس بن عبد المطلب ، وربيعة ابن الحارث ، وكانا إذا خرجا تاجرين فضربا فى بعض العرب فسئلا ممن هما؟ قالا : نحن آكل المرار ، يتعززان بذلك ، وذلك أن كندة كانوا ملوكا». ثم قال لهم : لا ، بل نحن بنو النضر بن كنانة ، لا تقفو أمنا ، ولا ننتفى من أبينا» (٥). وقال جندب بن مكيث (٦) : لقد
__________________
(١) انظر الحديث فى : مجمع الزوائد للهيثمى (٥ / ٣٣٥) ، مستدرك الحاكم (٤ / ٥٨١).
(٢) راجع : السيرة (٤ / ٢٠٩ ـ ٢١٠). المنتظم لابن الجوزى (٣ / ٣٨٢) ، طبقات ابن سعد (١ / ٢ / ٦٤) ، تاريخ الطبرى (٢ / ٦٤).
(٣) ما بين المعقوفتين كذا فى الأصل ، وفى السيرة : «الحيرة». وجبب الحيرة : الجبب جمع جبة ، وهو ضرب من الثياب ، والحيرة : ضرب من برود اليمن.
(٤) انظر ترجمته فى : الاستيعاب الترجمة رقم (١٣٥) ، الإصابة الترجمة رقم (٢٠٥) ، أسد الغابة الترجمة رقم (١٨٥) ، تهذيب التهذيب (١ / ٣٥٩) ، تهذيب الكمال (١١٩) ، خلاصة تذهيب الكمال (٣٩) ، العبر (١ / ٤٢ ، ٤٦) ، تاريخ خليفة (١١٦ ، ١٩٣ ، ١٩٩).
(٥) انظر الحديث فى : مسند الإمام أحمد (٥ / ٢١١ ، ٢١٢) ، سنن ابن ماجه (٢٦١٢) ، التاريخ الصغير للبخارى (١١ ، ١٢) ، التاريخ الكبير للبخارى (٧ / ٢٧٤). مصنف عبد الرزاق (١١ / ٧٤).
(٦) انظر ترجمته فى : الاستيعاب الترجمة رقم (٣٤٥) ، الإصابة الترجمة رقم (٢٣١) ، أسد الغابة الترجمة رقم (٨٠٧) ، تجريد أسماء الصحابة (١ / ٩١) ، تقريب التهذيب (١ / ١٧٣) ، الثقات (٣ / ٥٧) ، الوافى بالوفيات (١١ / ١٩٤) ، الجرح والتعديل (٢ / ٢١٠٣).