الله والبراءة منهم ، والصبر على الظلم ، وكظم الغيظ ، وأخذ حقّك منك وذهاب خمسك وانتهاك حرمتك ، وعلى أن تخضب لحيتك من رأسك بدم عبيط.
فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : قبلت ورضيت وان انتهكت الحرمة وعطلت السنن ومزّق الكتاب وهدمت الكعبة وخضبت لحيتي من رأسي صابرا محتسبا.
فأشهد رسول الله صلّى الله عليه وآله جبرئيل وميكائيل والملائكة المقرّبين على أمير المؤمنين عليه السّلام.
ثم دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله فاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام فأعلمهم من الأمر مثل ما أعلمه أمير المؤمنين وشرح لهم ما شرحه له.
فقالوا مثل قوله وختمت الوصيّة بخواتيم من ذهب لم تصبه النار ودفعت الى أمير المؤمنين عليه السّلام.
وفي الوصية سنن الله جلّ وعلا وسنن رسول الله صلّى الله عليه وآله وخلاف من يخالف ويغيّر ويبدّل وشيء شيء من جميع الأمور والحوادث بعده صلّى الله عليه وآله وهو قول الله عز وجل (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ).
وفاة الرسول [ص]
ثم اعتل رسول الله صلّى الله عليه وآله فجيّش أكثر أصحابه مع اسامة بن زيد للغزاة فلم يتّبعوه وتثاقلوا وقعدوا عنه وخالفوا أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله للخروج مع أميرهم.
فلما كان الوقت الذي قبض فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله دعا أمير المؤمنين عليه السّلام فوضع ازاره سترا على وجهه ولم يزل يناجيه بكلّ ما كان وما هو كائن الى يوم القيامة ثم مضى صلّى الله عليه وآله وقد سلّم إليه جميع مواريث الأنبياء والنور والحكمة.
وروي انّه كان ممّا قال له في تلك الحال : إذا أنا متّ فغسّلني وكفّني وحنطني ثم اجلسني فاسأل عمّا بدا لك واكتب.
وروي : ان جبرئيل قال له : هذا الوقت يا محمّد ، هذا آخر نزولي الى الدنيا.
فسمعوا صوتا منه عليه السّلام يقول : عليكم السلام أهل البيت والرسالة. ان في الله خلفا من