كان وما يكون الى أن تقوم الساعة.
ثم سكت ثم قال : اعلمه من كتاب الله عز وجل ؛ يقول : تبيانا لكلّ شيء.
وروي عن المفضل بن بشار قال : هذا طاير في دار أبي عبد الله عليه السّلام وقال لي : تدري ما يقول هذا الطائر؟
فقلت : لا.
فقال : يقول لطيرته : يا عرسي ، ما خلق الله خلقا أحبّ إليّ منك إلّا مولاي أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السّلام.
وروي انّه لمّا قرب أمره دعا أبا إبراهيم موسى ابنه وسلّم إليه الوصيّة ومواريث الأوصياء ونصّ عليه بحضرة خواص مواليه (ونحن نبيّن ذلك في باب أبي إبراهيم إن شاء الله).
وكان عمر أبي عبد الله عليه السّلام ستا وستين سنة. وقبض في سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة وكان مولده في سنة ثلاث وثمانين من الهجرة فأقام مع جدّه علي بن الحسين ثلاث عشرة سنة ومع أبيه عشرين سنة ومنفردا بالإمامة ثلاثا وثلاثين سنة ودفن بالبقيع في قبر أبي محمد الحسن بن علي وعلي بن الحسين ومحمّد بن علي ؛ أبيه (صلوات الله عليهم).
موسى الكاظم عليه السّلام
وقام أبو إبراهيم موسى بن جعفر عليه السّلام مقام أبيه. وروي عن جابر انّه قال : قال لي أبو جعفر عليه السّلام : قد قدم رجل من المغرب مع رقيق ووصف لي جارية وأمرني بابتياعها بصرّة دفعها. فمضيت الى الرجل. فعرض علي ما كان عنده من الرقيق. فقلت له : بقي عندك غير ما عرضت عليّ.
قال لي : بقيت جارية عليلة.
فقلت : اعرضها عليّ.
فعرض عليّ حميدة.