هبوط آدم [ع]
قال : وكان مكث آدم في الجنة فيما روي سبع ساعات الدنيا ؛ روي أنه دخلها قبل زوال الشمس وخرج قبل ان تغيب ، وأنها كانت جنة تطلع فيها الشمس والقمر. ولو كانت جنة الخلد لما أخرج منها ، وأنه لما ذاق الشجرة انتزعت عنه زينته وكان عليه أحسن الثياب وأنفس الجواهر فاستتر بورق الموز ثم أمر الله جل وعز الملائكة باخراجه فاخذوا بيده ليخرجوه فقال اللهم بحق محمد وعلي والحسن والحسين تب علي فاوحى الله إليه : اهبط الى الأرض حتى أتوب عليك ، فهبط وأهبط معه من الحمرات ، فلما استوى على الأرض مدّ بصره فرأى ابليس قد سبقه الى الأرض.
وروي انه لم يصعد آدم شجرة الا صعد ابليس بحياله شجرة مثلها فرفع آدم يده ثم قال : يا رب انك تعلم اني لم أطقه وأنا في جوارك ، وقد أهبطته معي الى الأرض حتى أطيقه.
فأوحى الله إليه : يا آدم السيئة سيئة والحسنة عشر الى سبعمائة.
قال : يا رب زدني.
فأوحى الله إليه : لا يأتي احد من ولدك بمثل الجبال من الذنوب ثم يتوب منها الا غفرت له.
قال يا رب : زدني.
فأوحى الله إليه : أغفر الذنوب ولا أبالي.
قال : حسبي.
فقال ابليس : قد حلت بيني وبينه ومنعتني منه.
فأوحى الله إليه : انه لا يولد له ولد الا ولد لك ولدان.
قال يا رب : زدني.
فأوحى الله إليه : (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً).
قال : حسبي.