فاغتاظ عليّ واستشاط غضبا وأمرني فنحيت من يديه.
فلما أصبح ركب إليه ثم عاد فأحضرني وأعلمني انّه رأى في المنام كأنّ آتيا أتاه وبيده سكين ، فقال له : لئن لم تخل سبيل فلان بن فلان لأذبحنك. وانّه انتبه فزعا فقرأ وتعوّذ ونام. فأتاه الآتي فقال له : أليس أمرتك بتخلية سبيل فلان ، لئن لم تخل سبيله الليلة لأذبحنك. فانتبه مذعورا وداخله شأن في تخليتك ونام. فعاد إليه الثالثة فقال له : والله لئن لم تخل سبيله في هذه الساعة لأذبحنّك بهذا السكين. قال : فانتبهت ووقعت إليك بما وقعت. قال : ثم نمت فلم أر شيئا.
فقلت له : اما الآن فتأمر بحل قيودي.
فحلوها فخرجت الى منزلي وأهلي ولم أرد من المال درهما.
ثم قتل المتوكل في اليوم الرابع من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين وسنة سبع وعشرين من إمامة أبي الحسن عليه السّلام وبويع لابنه محمد بن جعفر المنتصر فكان من حديثه مع أبي الحسن عليه السّلام ومع جعفر بن محمود ما رواه الناس. وملك ستة أشهر توفي في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين.
وبويع لأحمد بن محمد المستعين بن المعتصم بالله فكانت مدته أربع سنين وشهر مع منازعته المعتزلة ومحاربته إياه وكانت الفتنة والحرب بينهما أكثر أيامه الى أن خلع ، وبويع للمعتز ابن المتوكل ، ويروى ان اسمه الزبير ، في سنة اثنين وخمسين ومائتين ، وذلك في اثنين وثلاثين سنة من امامة أبي الحسن عليه السّلام.
الحسن العسكري عليه السّلام
واعتل أبو الحسن علّته التي مضى فيها صلّى الله عليه في سنة أربع وخمسين ومائتين فاحضر أبا محمد ابنه عليه السّلام فسلّم إليه النور والحكمة ومواريث الأنبياء والسلاح وأوصى إليه ومضى صلّى الله عليه وسنّه أربعون سنة وكان مولده في رجب سنة أربع عشرة ومائتين من الهجرة فأقام مع أبيه عليهما السّلام نحو سبع سنين وأقام منفردا بالإمامة ثلاث وثلاثين سنة وشهورا.