قام ريسان (ابن نزلة الحورية) واسمه أنوش عليه السّلام بأمر الله (جل وعلا) ومات اللعين قابيل فأفضى الملك الى ابنه طهمورث فملك مائتين وستا وثلاثين سنة ووضع في زمانه لباس الشعر والصوف واتخذ الدواب والآلات والانعام.
واستخفى أنوش الأمر ومن اتبعه من المؤمنين. فمن آمن به كان مؤمنا ، ومن جحده كان كافرا ، ومن تخلف عنه كان ضالا.
فلما أراد الله ان يقبض انوش اوحى الله إليه ان يستودع نور الله وحكمته والتابوت والاسم الأعظم والعلم ابنه امحوق واسمه أيضا قينان فأحضره وجمع ثقات شيعته وأوصى إليه وسلم جميع ما أمر بتسليمه إليه وأوصاه بما احتاج الى توصيته به وذلك كله في خفاء وتقية وستر من طهمورث بن قابيل.
وقبض الله ـ جل وعز ـ انوش ، وقام من بعده بالامر امحوق وهو قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام.
فقام قينان بامر الله جل وعز وظهر ملك عوج بن عناق من ولد قابيل في ذلك الزمان ، وطغى وأفسد في الأرض ، واشتد امر الشيعة وغلظت عليهم المحنة.
فلما حضرت وفاة قينان اوحى الله إليه ان يستودع نور الله وحكمته والتابوت والعلم ابنه الحيلث ، فأحضره وجمع ثقات شيعته واوصى إليه وسلم جميع مواريث الأنبياء والاسم الأعظم إليه.
فلما قبض الله تبارك وتعالى قينان عليه السّلام قام الحيلث بن قينان عليه السّلام بامر الله مستخفيا من طهمورث ومن عوج بن عناق واولادهم واصحابهم لكثرتهم وقوة امرهم وقلة المؤمنين على ما عهد إليه ابوه الى ان حضرته الوفاة فاوحى إليه ان استودع الاسم الأعظم والحكمة والتابوت غنميشا ، فأحضره واوصى إليه بمثل ما كان اوصى به وسلم إليه ما في يده من التابوت والعلم ومضى (صلى الله عليه).