المحشر من هذا المكان.
وقام اسحاق بن إبراهيم بالأمر والنبوّة بعد أخيه إسماعيل وكان من حديث اسحاق عليه السّلام في قول الله عز وجل (فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ).
قال ان الملائكة لمّا جاءت في هلاك قوم لوط عليه السّلام قالوا (إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ) فقالت سارة ومن يطيق قوم لوط يعني كثرة عددهم ، فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب ، فصكت وجهها وقالت : عجوز عقيم.
وهي يومئذ ابنة تسعين سنة وإبراهيم له أكثر من مائة سنة فلما ولد لإبراهيم اسحاق قال من حوله : ألا تعجبون من هذه العجوز وهذا الشيخ وجدا صبيّا منقطعا فأخذاه يزعمان انّه ولدهما وهل تلد مثل هذه العجوز.
وكان الله جل وعلا قد صوّره على صورة إبراهيم والعجوز سارة فلما رأوه قالوا :
نشهد انّه ابن الشيخ إبراهيم والعجوز سارة.
فلما قام اسحاق بالأمر بعد أخيه إسماعيل عليه السّلام سلم له المؤمنون وجميع شيعة أبيه وأخيه.
وتزوّج اسحاق من أخواله بالشام وولد له يعقوب عليه السّلام والعيص وكان من حديثهما ما اقتص وكان لا يفرّق الناس بين إبراهيم وبين ابنه اسحاق حتى شاب إبراهيم فكان يعرف منه بالشيب.
فلما حضرت وفاة اسحاق أوحى الله إليه ان يستودع الاسم الأعظم والنور وجميع ما في يديه من المواريث ابنه يعقوب عليه السّلام وهو إسرائيل الله فأحضره وسلّم إليه.
ومضى اسحاق عليه السّلام ودفن في بيت المقدس وكان عمره مائة وثمانين سنة.
وقام يعقوب عليه السّلام بالأمر بعده وهو إسرائيل الله وآمن به المؤمنون ، وجحد نبوّته الكفّار والشّكاك.
وتزوّج بالشام بابنتي خالته وكان في ذلك الوقت يجمع بين الاختين فولد منهما اثنا