وروي انّه سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن قبر موسى فقال : عند الطريق الأعظم عند الكثيب الأحمر.
وعاش موسى مائة وستا وعشرين سنة وعاش هارون نحوا من ذلك وكان بين ابراهيم وبين موسى عليهما السّلام أربعمائة وثمان وستون سنة.
يوشع بن نون بن افرائيم بن يوسف عليهم السّلام
وخرج يوشع عليه السّلام وجمع أولاد بني إسرائيل الذين ولدوا في التيه معه وهم لا يعرفون الجبارين ولا العمالقة ولا يمتنعون من قتالهم فقاتل بهم العمالقة وفتح بيت المقدس وجميع مدائن الشام حتى انتهى الى البلقاء لأنّه قاتل فيها رجلا يقال له بالق فجعلوا يخرجون ويقاتلون ولا يقتل منهم أحد فسأله يوشع عن ذلك فقيل له ان في مدينته امرأة كاهنة تدّعي انّها منجمة تستقبل الشمس بفرجها ثم تحسب وتعرض عليها الخيل والرجال ولا يخرج يومئذ الى الحرب رجل قد حضر أجله.
قال : فصلّى يوشع بن نون عليه السّلام ركعتين ودعا ربّه أن يحبس الشمس عنهم ساعة فأجابه واخرت الشمس ، فخرجت فاختلط عليها حسابها فقالت لبالق : انظر ما يعرض عليك يوشع ويلتمسه فاعطه فان حسابي قد اختلط عليّ.
فقال لها : انّه لا يكون صالح إلّا بقتال.
فقاتل يوشع فقتل أصحاب «بالق» قتلا ذريعا كثيرا لم يقتل مثله قبل. فسأل الصلح فأبى يوشع بن نون أن يفعل حتى يسلّم إليه المرأة.
فقالت : ادفعني إليه.
فدفعها فقالت : هل تجد فيما أوحي الى صاحبك موسى عليه السّلام قتل النساء؟.
قال : لا.
قالت : أليس إنمّا تدعوني الى دينك؟.
قال : بلى.
قالت : فاني قد دخلت فيه.