في أولاد (يهودا) و (لاوي) ابني يعقوب ، فكيف يكون له الملك علينا ونحن أحقّ بالملك منه.
قال لهم : ان الله قد اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم ، والملك لله عز وجل يضعه حيث يشاء وليس لكم ان تتجبروا على الله جل وعز في أمره وملكه وسلطانه ، وان آية ملكه أن يأتيكم التابوت من قبل الله تحمله الملائكة ، وهو الذي كنتم تهزمون به من لقيتم من أعدائكم. قالوا : ان جاءنا بالتابوت رضينا فسلمنا ، فروي ان التابوت كان على صورة البقرة وان السكينة على صورة الإنسان ، فجاء بالتابوت تحمله الملائكة فسلّموا حينئذ فقام بأمر الله ، وجيش الجيوش لقتال الجبار (جالوت) وكان أبو داود عليه السّلام شيخا كبيرا وله أربعة أولاد فوجّه الشيخ مع (طالوت) بأولاده كلّهم سوى داود فانّه خلفه في الغنم وفصل طالوت لقتال الجبار (جالوت) فقال الشيخ أبو داود لداود اذهب بسلاح قد صنعته الى اخوتك ليقووا به على عدوّهم ، وكان داود عليه السّلام قصيرا أزرق قليل الشعر فمضى الى اخوته فنزل في خيمتهم (وروي) انّه في طريقه مر بحجر فناداه الحجر يا داود خذني فاقتل بي جالوت فاني انما خلقت لقتله فأخذه فوضعه في مخلاته فلما دخل العسكر سمع الناس يعظّمون أمر جالوت وجنوده فقال لاخوته وللناس : ما تعظيمكم أمره؟ لئن عاينته لأقتلنه! فتحدّث الناس بهذا الحديث وارتفع الخبر به الى طالوت فأمر بإحضاره ثم قال له ما بلغ من قوّتك؟ فقال له داود قد كان الأسد يعدو على الشاة من غنمي فأدركه فآخذ برأسه فأفكّ لحييه عنها وآخذها من فيه ، وكان الوحي قد نزل على طالوت عليه السّلام انّه لا يقتل جالوت إلا من لبس درعك فملأها ، وكان طالوت يلبس الدرع رجلا رجلا من أصحابه فيضطرب عليه. فدعا اخوة داود فسألهم عنه ثم قال لهم كيف صدقه ، قالوا ما جربنا عليه كذبا قط ، قال لهم فكيف عقله ، قالوا أحسن عقل وأوفره ، قال فكيف منزلته عند أبيه ، قالوا هو آثرنا عنده ، فدعا طالوت بالدرع فألبسها داود فانتقض فيها فتفضلت عليه فقال له : يا داود أنت الذي يقتل بإذن الله جالوت. فلما التقى الجمعان قال داود عليه السّلام أروني جالوت فأروه إيّاه فأخذ الحجر فجعله في مقلاع معه فرماه به فصك به بين عينيه فخر على وجهه صريعا. وكان طويلا جسيما فسقط ميّتا وبادر إليه فحز