٢ ـ ومثل الصلاة مثل رجل صار الى باب سلطان مهيب فظن ان لا يمكنه الكلام فأمكنه حتى تكلّم بحاجته فان شاء أعطاه وإن شاء حرمه.
٣ ـ ومثل الصدقة مثل رجل كان له أعداء فأرادوا قتله فقال ما ينفعكم قتلي كاتبوني ونجموا عليّ نجوما فكلما أديت نجما حللتم عني عقدة.
٤ ـ ومثل الصوم مثل رجل أخذ من السلاح ما أطاق حتى رأى انّه لا يصل إليه شيء من السلاح فكذلك الصوم جنّة.
٥ ـ ومثل القرآن مثل قوم في حصن ولهم قوم يطلبون غرّتهم فكلما جاءوهم وجدوهم حذرين في حصنهم فكذلك صاحب القرآن.
فعند ذلك ملك (أردشير بن بابكان) أربع عشرة سنة وعدّة شهور ، وفي ثماني سنين من ملكه قتل يحيى بن زكريا عليه السّلام ، وكان سبب قتله ان امرأة بغية كانت تختلف الى الملك وكانت إذا مرت بيحيى عليه السّلام تقول فلا يكفي فلانا من عنده ، فامتنعت من المصير الى الملك إلّا أن يقتل يحيى فبعث الملك الى يحيى فقتله وأتى برأسه ، وكان عند الملك في ذلك اليوم رقّاص ملهي ، فقال له : ادفعه إليّ فانّه كان يؤذيني. فدفعه إليه فذهب به الى منزله فانبعث الدم منه وأخذ يفور فكان ممّا رآه ان أفلت من الدم فلم يغرق فيه وطرحه في ناحية وجعل الناس يلقون عليه التراب والكناسة ، والدم يفور ويغلي حتى صار الموضع مثل الجبل العظيم. فلم يزل يفور حتى قتل يحيى سبعون ألفا ثم سكن.
وكان الذي تولّى قتله ولد الزنا ، وكذلك روي فيمن تولى قتل الحسين بن علي عليه السّلام من ابن مرجانة وغيره كانوا أولاد زنا.
وروي أن يحيى عليه السّلام كان عمره ثلاث وثلاثين سنة فلما أراد الله عز وجل أن يقبضه إليه أوحى إليه أن يجعل الامامة في ولد شمعون فأحضر ولد شمعون والحواريين من أصحاب عيسى عليه السّلام وأمرهم باتباع (منذر بن شمعون) والتصديق لما يأتي به.
وقام منذر بن شمعون بأمر الله جل وعز فعند الله ذلك ملك (سابور بن أردشير) ثلاثين سنة. وفي ثلاث عشر سنة من ملكه جاهد صاحب الزنادقة وقتله. وخرج (بخت