المذهبية في هذه المدينة ، وتناول هذا الفصل كذلك التنظيم الاجتماعي بواسط ، وقد وجدنا أن المجتمع في هذه المدينة كان يتألف من ثلاث طبقات هي : طبقة الخاصة ، والطبقة المتوسطة ، وطبقة العامة ، وقد تحدثنا عن الفئات التي كانت تضمها كل طبقة وأثرهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في هذه المدينة.
وتناول الفصل الخامس الحياة الفكرية بواسط بالتفصيل ، فدرسنا المؤسسات التعليمية التي ظهرت في هذه المدينة ، ووضحنا دور كل مؤسسة في الحياة الفكرية كذلك درسنا العلوم الدينية ، وعلوم العربية ، والعلوم التأريخية والجغرافية ، والعلوم العقلية ، وأشرنا إلى العلماء الذين برزوا في هذه العلوم ومؤلفاتهم. واستكمالا لهذا الفصل فقد تناولنا بالبحث الصلات العلمية بين واسط والعالم الإسلامي ، كما درسنا أشهر البيوتات العلمية التي ظهرت بواسط في هذه الفترة.
ب ـ تحليل المصادر :
قبل ذكرنا للمصادر التي اعتمدناها في هذا البحث لا بد من الإشارة إلى أن واسط كانت قد استرعت اهتمام غير واحد من المؤرخين القدامى فأفردوا لتأريخها مؤلفات خاصة بها وقفت على ذكرها فيما بين أيدينا من مراجع وهي «تاريخ واسط» لأسلم بن سهل الرزاز الواسطي المعروف ببحشل (ت ٢٩٢ ه / ٩٠٤ م) و «التأريخ المجدد التالي لتأريخ بحشل» لأبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن الطيب الجلابي الواسطي المعروف بابن المغازلي (ت ٤٨٣ ه / ١٠٩٠ م) و «تأريخ واسط» لأبي عبد الله محمد بن سعيد ابن يحيى الواسطي المعروف بابن الدبيثي (ت ٦٣٧ ه / ١٢٣٩ م) و «عجائب واسط» لابن المهذب (ت قبل سنة ٦٧٤ ه / ١٢٧٥ م) و «تأريخ واسط» للسيد جعفر بن محمد بن الحسن المعروف بالجعفري (لم نقف على سنة وفاته) إلا أن هذه الكتب مفقودة عدا كتاب بحشل وهو متقدم على فترة دراستنا. فكان علينا عند جمعنا لأخبار هذه المدينة أن نرجع إلى مصادر عديدة ومتنوعة