لنكوّن صورة واضحة عن الحياة فيها وهذه المصادر هي : المصادر التأريخية والتراجم والجغرافية والأدبية والفقهية ، ومعظم هذه المصادر تمتاز بمعاصرتها للفترة التي تناولتها هذه الدراسة أو قريبة منها. وسوف نتكلم في هذه المقدمة على الكتب التي كانت ذات قيمة أساسية بالنسبة لهذه الدراسة.
المصادر التأريخية :
يعتبر كتاب «تجارب الأمم» لمسكويه (ت ٤٢١ ه / ١٠٣٠ م) في مقدمة الكتب التي اعتمدناها في الكتابة عن مشاركة واسط في الأحداث السياسية في الفترة ما بين ٣٢٤ ـ ٣٦٩ ه / ٩٣٥ ـ ٩٧٩ م فقد قدم لنا معلومات وافية من تطلع البريديين إلى واسط واستيلائهم عليها مرات عديدة والصراع الذي دار بينهم وبين السلطة المركزية ببغداد على هذه المدينة ، وإقامة بعض أمراء الأمراء بواسط ، كما تحدث عن استيلاء البويهيين على واسط ، والصراع الذي حدث بينهم وبين الخلافة على هذه المدينة. كما قدم لنا معلومات واسعة عن تمرد عمران بن شاهين في منطقة واسط واتخاذ هذه المدينة قاعدة لإدارة العمليات العسكرية ضد هذا التمرد ، وتعرض إلى النزاع الذي حدث بين أبناء البيت البويهي على السلطة ، والدور الذي لعبه ولاة واسط في هذه النزاع واستيلادء الأمراء المتنازعين على هذه المدينة مرات عديدة ، وإقامة بعضهم فيها واتخاذها قاعدة لإدارة العمليات العسكرية ضد بغداد والمشرق. أما في دراسة الحياة الاجتماعية بواسط فقد انفرد هذا المصدر في التحدث عن إقامة الديلم والأتراك في إقطاعاتهم بمنطقة واسط ، ووصف لنا حالة الفلاحين والزراع في ظل النظام الإقطاعي ، ولا نجد ذكرا لهذه المعلومات في كتب التأريخ المعاصرة الأخرى. كما زودنا بمعلومات ألقت الضوء على التنظيمات الإدارية بواسط. أما كتاب «ذيل تجارب الأمم» لأبي شجاع (ت ٤٨٨ ه / ١٠٩٥ م) فهو يحتوي على أحداث عشرين سنة ابتداء من سنة ٣٦٩ ه حتى سنة ٣٨٩ ه / ٩٧٩ ـ ٩٩٨ م وتليه قطعة من