من الصخور مما يؤدي إلى تبدل مجاري الأنهار باستمرار ، أما مشاريع الري فإنها كانت بدائية ، كما قضت على معظمها الحروب والاضطرابات التي قامت في هذه المنطقة ، مما أدى إلى انغمار الأراضي بمياه الفيضانات (١) ، وتكوين الأهوار والمستنقعات. ثم إن كثرة الأملاح في تربتها وقلة وجود مبازل لأنهارها ، أدى إلى إضعاف إنتاجيتها ، فيقدم المزارعون على ترك أراضيهم مدفوعين بكل العوامل السابقة أو بعضها فتندثر الأنهار وتخرب القرى (٢). لذا فسوف أتكلم هنا عن المراكز الإدارية والأقسام التابعة لها التي تردد ذكرها في المصادر في فترة دراستنا ، مما يدل على وجودها في هذه الفترة.
أما عن أخبار عمال هذه المراكز الإدارية والموظفين الآخرين فيها والعلاقة بينهم وبين ولاة واسط وكبار الوظفين فيها ، والعلاقة بينهم وبين موظفي المدن والنواحي والقرى التابعة لهم ، فإنها غامضة لأننا لم نجد ما يشير إليها ، عدا أسماء بعضهم أشارت إليهم بعض المصادر كما سنرى من خلال البحث ، ولا بدّ أن سلطات هؤلاء كانت محدودة ، وأنهم كانوا يرتبطون بوالي واسط وكبار الموظفين فيها ويكونون مسؤولين أمامهم. أما الأعمال والمدن والقرى التي كانت تابعة لها فهي ابتداء من الشمال إلى الجنوب كما يأتي :
أعمال الصلح :
مركزها مدينة «الصلح» التي كانت تقع إلى الشمال من مدينة واسط
__________________
(١) يذكر الهمداني أنه انبثق بواسط سبعة عشر بثقا أكبرها ألف ذراع وأصغرها مائتا ذراع ، فغرق ألفان وثلاثمائة قرية. تكملة تاريخ الطبري ، ١ / ٣١. بينما ذكر ابن الجوزي أنه غرق ألف وثلاثمائة قرية. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٦ / ١٦٧ ، ١٦٨. انظر : ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١١ / ١٤٥.
(٢) صالح أحمد العلي ، منطقة واسط ، مجلة سومر ، م ٢٦ ، ١٩٧٠ ، ص ٢٣٧ ، ٢٣٨.