المشرف :
إن وظيفة المشرف كانت قد استحدثت بواسط في العصر السلجوقي ، لأنه لم يرد ما يشير إلى وجودها قبل هذا العصر ، والراجح أن تعميم الإقطاع في هذا العصر هو الذي أدّى إلى استحداث هذه الوظيفة المالية ، وكان لهذه الوظيفة ديوان يرأسه موظف يعرف بالمشرف (١). ومن خلال الإشارات التي وصلتنا عن هذا الديوان يمكن القول إن رئيس هذا الديوان كان يراقب أعمال الناظر ويشرف عليها (٢). وهذه الوظيفة أشبه ما تكون بوظيفة المدقق أو المفتش المالي في الوقت الحاضر.
ونظرا لكون وظيفة هذا الديوان هي مكملة لوظيفة الناظر فقد جمع الديوانان أحيانا لشخص واحد كما أشرنا سابقا (٣). كما نجد إشارات إلى قضاة بواسط تولوا هذا الديوان إضافة إلى منصب القضاء ، فقد ذكر ابن الساعي أنه في سنة ٥٩٦ ه / ١١٩٩ م تولى أبو المحاسن عبد اللطيف بن نصر الله بن علي المعروف بابن الكيال الواسطي قضاء واسط والأشراف بديوانها (٤). ويذكر ابن الدبيثي أنه في سنة ٦٠٤ ه / ١٢٠٧ م أضيف إلى أبي الفضائل علي ابن يوسف بن أحمد الواسطي قاضي واسط الأشراف بأعمال واسط (٥).
القضاء :
كان الخليفة العباسي في القرون الأولى هو الذي يعين قضاة واسط
__________________
(١) ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٣ ، ورقة ١٤٦ ب.
(٢) الحوادث الجامعة ، ١١٧.
(٣) انظر : الناظر.
(٤) ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ٢٨٠.
(٥) ذيل (مخطوطة) ورقة ١٧٤ (كيمبرج).