البحث ، وألف كتابا كبيرا لتاريخ واسط ـ كما أشرنا سابقا ـ فلا بد أنه كان مطلعا على أخبار واسط اطلاعا كافيا. لقد رجعنا إلى هذا المصدر في دراسة المؤسسات التعليمية ، وكذلك في دراسة العلوم الدينية والتاريخية والعقلية ، والصلات العلمية بين واسط والعالم الإسلامي ، وأشهر البيوتات العلمية في هذه المدينة ، وقد قدم لنا معلومات واسعة في هذا الجانب ، كما قدم لنا معلومات مهمة عن التنظيمات الإدارية وتخطيط المدينة. والجدير بالذكر أن البعض من معلوماته كان فريدا لم ترد في غيره من المصادر التي اعتمدناها في هذا البحث مثل ذكره لبعض المؤسسات التعليمية.
أما كتاب «سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي عن جماعة من أهل واسط» للسلفي (ت ٥٧٦ ه / ١١٨٠ م) فقد رجعنا إليه في دراسة المؤسسات التعليمية والعلوم الدينية وعلوم العربية وكذلك في دراسة الصلات العلمية بين واسط والعالم الإسلامي ، وأشهر البيوتات العلمية ، كما قدم لنا معلومات مفيدة عن الإدارة والحياة الاجتماعية وتخطيط المدينة ، وترجع أهمية هذا المصدر في أنه قدم لنا معلومات واسعة ودقيقة ، لأن مؤلفه قدم واسط بعد سنة ٥٠٠ ه / ١١٠٦ م وأقام فيها مدة وسأل أحد كبار علمائها وهو الحافظ خميس الحوزي عن رجال من أهل واسط بلغ عددهم (١٢٦) رجلا عدا من ورد ذكرهم في ثنايا تراجم هؤلاء الرجال ، وقد انفرد بذكر أخبار بعض القراء والمحدثين والفقهاء من أبناء هذه المدينة وكذلك في النشاط العلمي لمساجد المحلات.
كذلك رجعنا إلى كتاب «معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار» للذهبي (ت ٧٤٨ ه / ١٣٤٧ م) في دراسة القراء بواسط ، والقراءات التي اعتمدوها والكتب التي صنفوها في علم القراءات ، وزودونا بمعلومات مفيدة عن المحدثين وعن الصلات العلمية بين واسط والعالم الإسلامي ، ومع أن المؤلف نقل معلوماته عن واسط من السمعاني والسلفي وابن نقطة