«ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد» لابن الدبيثي وكتب أخرى دون أن يشير إلى ذلك (١) ، إلا أن أهمية هذا الكتاب ترجع إلى أن مؤلفه كان ثقة وأنه حفظ لنا المعلومات التي لم تصل إلينا من الجزء الذي فقد من كتاب ابن الدبيثي ، كما قدم لنا معلومات لم نجدها عند ابن الدبيثي لأنه متأخر عنه ، وأفادنا كذلك في مقارنة وتدقيق الأخبار التي جاءت عند ابن الدبيثي والمصادر الأخرى التي تناولت الفترة نفسها وهذا الكتاب قدم لنا معلومات قيمة عن العلوم الدينية ، والعلوم العقلية وعن الصلات العلمية بين واسط والعالم الإسلامي ، وأشهر البيوتات العلمية بواسط.
المصادر الأدبية :
لا يمكن الاستغناء عن كتب الأدب العربي في كتابة التأريخ لأن هذه الكتب تقدم لنا مادة جيدة عن الأحوال الاجتماعية ، والاقتصادية ، والإدارية والفكرية ، كما نجد فيها الكثير من الحقائق التأريخية التي أهملتها المصادر الأخرى ، وأهم المصادر الأدبية التي لها علاقة بهذا البحث هو : كتاب «خريدة القصر وجريدة العصر» للعماد الأصبهاني (ت ٥٩٦ ه / ١١٩٩ م) وهذا الكتاب في تراجم الشعراء ، وقد خصص المؤلف قسما منه لتراجم شعراء واسط ونتاجاتهم الشعرية. وكتابه يحتوي على أطول قائمة وصلت إلينا عن شعراء هذه المدينة. وإن قسما ممن تحدث عنهم من الشعراء لا يرد لهم ذكر في بقية المصادر المعاصرة له مثل أبي الفرج بن الدهان الواسطي ، وأبي الفرج العلاء بن علي بن السوادي الواسطي وغيرهما.
وتمتاز المعلومات التي قدمها عن الشعراء ونتاجهم الشعري بالشمول والدقة. ولا شك في أن لمعلوماته أهمية كبيرة باعتبار أنه كان قد أقام بواسط سنوات عديدة ناظرا في أعمال الوزير ابن هبيرة ، فنقل معلوماته عن الشعر والشعراء في هذه المدينة من الشعراء أنفسهم أو بأخذها من الآخرين
__________________
(١) انظر : بشار عواد معروف ، المنذري وكتابه التكملة : ٢٣٧.